سورة الهمزة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ (٢) يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤) وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥) نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧) إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩)
الحطمة : أصله الوصف من قولهم رجل حطمة : أي أكول. قال الراجز :
قد لفها الليل بسوّاق الحطم
وقال آخر :
إنا حطمناه بالقضيب مصعبا |
|
يوم كسرنا أنفه ليغضبا |
(وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ، الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ ، يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ ، كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ، وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ ، نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ ، الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ، إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ، فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ).
هذه السورة مكية. لما قال فيما قبلها : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) (١) ، بين حال الخاسر فقال : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ) ، ونزلت في الأحسن بن شريق ، أو العاصي بن وائل ، أو جميل بن معمر ، أو الوليد بن المغيرة ، أو أمية بن خلف ، أقوال. ويمكن أن تكون نزلت في الجميع ، وهي مع ذلك عامة فيمن اتصف بهذه الأوصاف. وقال السهيلي : هو أمية بن خلف الجمحي ، كان يهمز النبي صلىاللهعليهوسلم ، ويعينه ذكره ابن إسحاق. وإنما ذكرته ، وإن كان
__________________
(١) سورة العصر : ١٠٣ / ٢.