سورة الكوثر
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)
انحر : أمر من النحر ، وهو ضرب النحر للإبل بما يفيت الروح من محدود. الأبتر : الذي لا عقب له ، والبتر : القطع ، بترت الشيء : قطعته ، وبتر بالكسر فهو أبتر : انقطع ذنبه. وخطب زياد خطبته البتراء ، لأنه لم يحمد فيها الله تعالى ، ولا صلى على رسوله صلىاللهعليهوسلم ، ورجل أباتر ، بضم الهمزة : الذي يقطع رحمه ، ومنه قول الشاعر :
لئيم بدت في أنفه خنزوانة |
|
على قطع ذي القربى أجذ أباتر |
والبترية : قوم من الزيدية نسبوا إلى المغيرة بن سعد ولقبه الأبتر ، والله تعالى أعلم.
(إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ، إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).
هذه السورة مكية في المشهور ، وقول الجمهور : مدنية في قول الحسن وعكرمة وقتادة. ولما ذكر فيما قبلها وصف المنافق بالبخل وترك الصلاة والرياء ومنع الزكاة ، قابل في هذه السورة البخل ب (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) ، والسهو في الصلاة بقوله : (فَصَلِ) ، والرياء بقوله : (لِرَبِّكَ) ، ومنع الزكاة بقوله : (وَانْحَرْ) ، أراد به التصدّق بلحم الأضاحي ، فقابل أربعا بأربع. ونزلت في العاصي بن وائل ، كان يسمي الرسول صلىاللهعليهوسلم بالأبتر ، وكان يقول : دعوه إنما هو رجل أبتر لا عقب له ، لو هلك انقطع ذكره واسترحتم منه.
وقرأ الجمهور : (أَعْطَيْناكَ) بالعين ؛ والحسن وطلحة وابن محيصن والزعفراني :