سورة النّصر
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً (٣)
(إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً ، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً).
هذه مدنية ، نزلت منصرفه صلىاللهعليهوسلم من غزوة خيبر ، وعاش بعد نزولها سنتين. وقال ابن عمر : نزلت في أوسط أيام التشريق بمنى في حجة الوداع ، وعاش بعدها ثمانين يوما أو نحوها صلىاللهعليهوسلم. ولما كان في قوله : (لَكُمْ دِينُكُمْ) (١) موادعة ، جاء في هذه بما يدل على تخويفهم وتهديدهم ، وأنه آن مجيء نصر الله ، وفتح مكة ، واضمحلال ملة الأصنام ، وإظهار دين الله تعالى.
قال الزمخشري : (إِذا) منصوب بسبح ، وهو لما يستقبل ، والإعلام بذلك قبل كونه من أعلام النبوة ، انتهى. وكذا قال الحوفي ، ولا يصح إعمال (فَسَبِّحْ) في (إِذا) لأجل الفاء ، لأن الفاء في جواب الشرط لا يتسلط الفعل الذي بعدها على اسم الشرط ، فلا تعمل فيه ، بل العامل في إذا الفعل الذي بعدها على الصحيح المنصور في علم العربية ، وقد استدللنا على ذلك في شرح التسهيل وغيره ، وإن كان المشهور غيره. والنصر : الإعانة والإظهار على العدو ، والفتح : فتح البلاد. ومتعلق النصر والفتح محذوف ، فالظاهر أنه
__________________
(١) سورة الكافرون : ١٠٩ / ٦.