١٦ ـ القول في بلاد الجكل
بلاد أصلها من الخلخ لكنها مزدحمة بالسكان (١). إلى شرقها وجنوبها حدود الخلخ ؛ وإلى مغربها حدود التخس ؛ وشمالها بلاد الخرخيز. وكل ما هو في بلاد الخلخ وبلاد الخرخيز موجود أيضا في الجكل. ولأهلها الأموال الهائلة. وهم أهل خيام. ولهم مدن وقرى قليلة وأموالهم وبضاعتهم الأبقار والأغنام والخيل. يعبد قسم منهم الشمس والنجوم. وهم حسنو الطباع ، محبون للاختلاط بغيرهم ، ذوو شفقة. وملكهم منهم.
١ ـ سيكول : مدينة كبيرة واقعة على الحد بين الخلخ والجكل قريبة من بلاد المسلمين. وهي عامرة وفيرة الخيرات ، وفيها التجار (٢).
__________________
(١) فى زين الأخبار (ص ٥٦٦) " ويقيم الجكليون قريبا من أسفل إيسغ كول". وفى ديوان لغات الترك (١ / ٣٢٩ ـ ٣٣٠): " جكل : اسم لثلاث طوائف من الترك ، إحداها قوم من أهل الوبر يسكنون ب (قياس) وهى بليدة بعد برسغان". وللجكل لهجة خاصة بها (ديوان لغات الترك ، (١ / ٦٠). يقول أندريه ميكيل (٢ (١) / ٢٧٠): " جكل قبيلة من الخرلخ على الأرجح اقتطعت لنفسها أراضى عديدة ، أهم مكانين منها بين بحيرة إيسيكول ونهر إيلى من جهة وبين الشواطئ الجنوبية الغربية من البحيرة ذاتها من جهة أخرى". أوسع من كتب عنهم هو أبو دلف (" الرسالة الأولى" ، ٣٤٩) وقد نقل القزوينى نفس هذه المعلومات باختصار (آثار البلاد ، ٥٨٢). ويقول الكاشغرى (١ / ٣٣٠) وهو يتحدث عن خطأ التوسع فى استخدام اسم جكل من قبل الغزّية : " إن الغزية سمت جميع الترك من لدن جيحون إلى الصين الأعلى : جكل. وذلك خطأ". وفى مجمل التواريخ والقصص (ص ٤٢١): " ملك الجكل يدعى تكسين الجكل".
(٢) يرجح بارتولد أن اسم هذه المدينة مشتق من اسم بحيرة إيسيك كول (دائرة المعارف الاسلامية ، مادة : إيسيك كول).