١٨ ـ القول في بلاد الكيماك ومدنها
بلاد يقع إلى شرقها جنس من الخرخيز ؛ وإلى جنوبها نهرا أرتش وأتل ؛ وإلى غربها بعض بلاد الخفجاخ وجزء من القسم غير العامر من الشمال ؛ وشمالها ذلك الجزء من النصف الشمالي للأرض الذي لا يمكن للناس أن يعيشوا فيه (١).
وهي بلاد فيها مدينة واحدة فحسب ، وفيها قبائل كثيرة ، وسكانها يعشون في الخيام ويتجولون بحثا عن الكلأ والماء والمروج صيفا وشتاء. وتجارتهم السمور والأغنام. وطعامهم في الصيف الحليب ، وفي الشتاء اللحم القديد (٢). وحيثما وقع الصلح بينهم وبين الغوز ، ذهبوا إلى برّ الغوز شتاء. أما ملك الكيماك فيدعى الخاقان (٣). وله أحد عشر عاملا في بلاد الكيماك ، وينتقل الحكم إلى أولاد هؤلاء العمال بالوراثة.
١ ـ ما دون الخفجاق فبلدة من الكيماك أخلاق أهلها شبيهة ببعض أخلاق الغوز.
٢ ـ قرقرخان : بلدة أخرى من بلاد الكيماك ، ولأهلها أخلاق الخرخيز.
٣ ـ يغسون ياسو : بلدة أخرى من الكيماك بين نهري أتل وأرتش. وأهلها أوفر نعمة وأكثر مهارة.
__________________
(١) يقرنهم أندريه ميكيل (٢ (١) / ٢٧٣) مع الخفجاخ ليضعهم تحت عنوان" أتراك السهول" المقيمين فى بوادى سيبيريا الغربية. وردت معلومات مبكرة عنهم لدى ابن خرداذبه (ص ٣١): " فأما ملك كيماك ففى خيام يتبع الكلأ ، بين طراز وموضعه مسيرة واحد وثمانين يوما فى مفاوز". ولدى أبى دلف (" الرسالة الأولى" ، ٣٥٠ ـ ٣٥١) الذي ذكر معلومات فريدة عن تقاليدهم. وقد كرر ابن الفقيه جزءا من معلومات ابن خرداذبه إلا أنه أضاف إليها معلومات سمعها ممن سافر إلى تلك البلاد ونعنى به تميم المطوعى الذي خمن عدد أفراد جيش ملك الكيماك بعشرين ألف فارس (ص ٦٣٩). ويقول الكرديزى الذي خصص فصلا لهم (زين الأخبار ، ٥٤٩ ـ ٥٥٤): " إن نهر أرتش يمر أسفل خيام الكيماكية وإن طعامهم فى الصيف هو لبن الفرس ويسمونه القميز ، وفى الشتاء القديد" (انظر معلومات إضافية مهمة عنهم فى طبائع الحيوان (ص ١٩ ـ ٢٠) وعن بحيرة عجيبة لهم فى جبل منكور (الآثار الباقية ، ٢٦٤).
(٢) القديد : اللحم المجفف.
(٣) فى مجمل التواريخ والقصص (ص ٤٢١) ملكهم يدعى تتغ.