٢٠ ـ القول في بلاد بجناك الترك
يحدها من الشرق حدود الغوز [١٩ أ] ومن الجنوب حدود البرطاس والبراداس ؛ ومن الغرب حدود المجغرية والروس ؛ ومن الشمال روثا (١).
وهذه البلاد تشبه بلاد الكيماك بجميع أحوالها. ولأهلها حروب مع جميع من يحيط بهم. وليس لهم أية مدينة. وكبيرهم من بينهم.
__________________
(١) للمقارنة نذكر حدود بلاد البجناك كما وردت فى طبائع الحيوان ونضعها إلى جنب ما ورد لدى مؤلفنا المجهول :
|
حدود العالم |
طبائع الحيوان |
من الشمال |
روثا |
القفجاق |
من الجنوب |
البرطاس والباذاس |
الخزر |
من الشرق |
الغز |
الغزية |
من الغرب |
المجغرية والروس |
الصقالبة |
ذكرهم ابن رسته (ص ١٤٣) بقوله : " وبين بلاد البجاناكية وبين بلاد الصقلبية مسيرة عشرة أيام". وقد نقل الكرديزى (ص ٥٨٩) هذه العبارة بنصها ولم يضف شيئا. ذكرهم الكاشغرى (١ / ٢٧) ضمن بطون الغزية التركمانية فقال : " فأول القبائل قرب الروم : بجنك ثم قفجاق ثم أغز" ، وقال فى ١ / ٤٠٤ : " بجانك : جيل من الترك مسكنهم قرب الروم" ، وفى نفس الصفحة : " بجانك : قبيلة من الغزية ، بجنك : لغة فيه". ويعقب بارتولد على كلام الكاشغرى هذا فيقول : " وعلى هذا فهم قوم الترك الذين استوطنوا أقصى الغرب ويقال إن إقليم إمبا أورال فولغا كان أقدم موطن لهم ، ويروى البكرى والكرديزى أن عرضه كان مسيرة ٣٠ يوما وطوله كذلك. ونزلوا هناك بالقرب من الخزر فى الجنوب الغربى ، والأوغوز فى الجنوب الشرقى على أنه منذ ٨٦٠ م تقريبا بدأ الأوغوز يمتدون نحو الغرب ويدفعون أمامهم البجاناك من إقليم الأورال. وحوالى نهاية القرن التاسع اتفق الأوغوز والخزر فيما بينهم وطردوا الجانب الأكبر من البجاناك من موطنهم القديم حتى أن ابن فضلان لم يجد منهم فى تلك البقاع حوالى سنة ٩٢٢ م إلا العدد القليل وعندما فرّ البجاناك أمام الأوغوز اصطدموا فى طريقهم بالمجر القدماء فساقوهم أمامهم إلى (هنغاريا) واحتلوا بلادهم ؛ احتلوا أولا الإقليم بين الطونة [الدن] والدنيبر ، ثم وصلوا بعد ذلك إلى نهر الدانوب" (دائرة المعارف الإسلامية ، الطبعة العربية الثانية ، مادة بجاناك). زار ابن فضلان بلادهم ليوم واحد (انظر : ص ١٠٦ ١٠٧) وقال إنهم شديد والسمرة محلّقو اللحى فقراء ؛ توجد معلومات إضافية فى طبائع الحيوان (ص ٢٠ ٢١) ، فى" الرسالة الأولى" لأبى دلف الذي قال إنهم طوال اللحى أولى أسبلة يغير بعضهم على بعض (ص ٣٤٩) ؛ فى مجمل التواريخ والقصص (ص ٤٢١) وردت العبارة التالية : " ملك سحتكت ويدعى كولنقانش" ، ونرجح أن العبارة هى : " ملك بجنك ويدعى" ؛ يتحدث المسعودى (مروج الذهب ، ١ / ٢٢٣ ٢٢٦) عن حرب تحالف فيها أربعة قبائل من الترك ومنهم البجناك ضد الروم وحلفائهم المسلمين ، حيث تمكن التحالف التركى من إلحاق هزيمة ساحقة بالروم وحلفائهم فتحوا خلالها مدينة للروم عظيمة يقال لها ولندر ونهبوها وسبوا أهلها ، وأقاموا فيها ٤٠ يوما ، ثم اتصلت غاراتهم بعد ذلك بأرض الصقالبة ثم إلى ثغور الأندلس والإفرنجة والجلالقة ، وذلك فى سنة ٣٣٢ ه (انظر أيضا : التنبيه والإشراف ، ١٥٣).