٢٨ ـ القول في بلاد كرمان ومدنها
بلاد يحيط بها من شرقيها حدود السند ؛ ومن جنوبيها البحر الأعظم ؛ ومن غربيها بلاد فارس ؛ ومن شماليها مفازة سجستان. وكلما اتجهت في هذه البلاد نحو البحر ازدادت حرارة الهواء. أهلها سمر [٢٦ ب] يجتمع بها التجار وفيها مفازة. ويرتفع منها الكمّون والتمر والنيل وقصب السكر والفانيذ. طعام أهلها خبز الدخن.
وكلما ابتعدت عن البحر اقتربت من مفازة سجستان.
وهي من الصرود ، عامرة ذات نعم كثيرة. أهلها ذوو أبدان صحيحة. وبها جبال كثيرة فيها معادن الذهب والفضة والنحاس والرصاص والمغناطيس.
١ ـ سيرجان : قصبة كرمان ومقام الملك. مدينة كبيرة يجتمع بها التجار. ماؤها من قنوات ، ومياه رساتيقها من آبار. قليلة الأشجار ، وأبنيتها آزاج (١).
٢ ـ بافت ، خيز : مدينتان عامرتان ذواتا خيرات.
٣ ـ جيرفت : مدينة طولها نصف فرسخ وعرضها نصف فرسخ ؛ عامرة ذات نعمة وفيرة. وبها نهر شديد الجرية له خرير ، ومياهه غزيرة إلى الحد الذي يدير معه ستين رحى. ويجدون في ترابها الذهب.
٤ ـ ميجان : مدينة على سفح جبل ؛ وفاكهة جيرفت وحطبها وثلجها يحمل إليها من هذه المدينة.
٥ ـ مغون ، ولاشجرد ، كومين ، بهروكان ، منوكان : مدن كبيرة وصغيرة. يرتفع منها النيل والكمون وقصب السكر ؛ وهناك يصنع الفانيذ. وطعام أهلها الدخن. ولديهم تمور كثيرة ، ولهم سنّة هي أن لا يرفعوا من تمورهم ما سقط من النخل ويدعوه ، فيصير بعدها من نصيب الضعفاء(٢).
__________________
(١) مفردها الازج. فى مقدمة الأدب (١ / ١٢٥): " بيت يبنى طولا". ولدى الإصطخرى عند حديثه عن السيرجان (١٦٧): " وأبنيتها آزاج لقلة الخشب بها".
(٢) الكلام على هذه المدن والحديث عن عدم رفع التمور الساقطة إلى الأرض كله موجود بنصه لدى الإصطخرى (ص ١٦٧).