٣٠ ـ القول في بلاد خوزستان ومدنها
بلاد شرقيها حدّ فارس وحدود أصفهان ؛ وجنوبيها البحر وشيء من حدّ العراق ؛ وغربيها شيء من حدود العراق وسواد بغداد وواسط ؛ وشماليها [٢٨ ب] مدن بلاد الجبال.
وهي بلاد عامرة وأكثر نعمة من كل البلاد المتصلة بها. وفيها أنهار عظيمة ومياه جارية ، وسواد (١) نزه وجبال ذات نعم. يرتفع فيها السكر والثياب المختلفة والستر والسوسنجرد (٢) والتكك والأترج والتمر. وأهلها متنافسون فيما بينهم وبخلاء.
١ ـ دز مهدي : مدينة نزهة وعامرة ، بين العراق وخوزستان ، وهي على شاطئ نهر.
٢ ـ باسبان ، خان مردونة ، دورق : مدن عامرة ذات ثروات تقع على شاطئ نهر.
٣ ـ ديرا : مدينة قريبة من الجبل ذات نعم وفيرة.
٤ ـ آسك : قرية كبيرة على سفح جبل تتقد نار في قمته ليل نهار. وهناك كانت حرب الأزارقة في قديم الزمان.
٥ ـ جبّى : مدينة على شاطئ نهر تستر ، نزهة ذات نعم وفيرة. ومن ها أبو علي الجبّائي المعتزلي (٣).
٦ ـ سوق الأربعاء : مدينة على شاطئ هذا النهر ذات نعم وفيرة ، وعامرة.
٧ ـ الأهواز : مدينة نزهة جدا ليس في خوزستان مدينة أكثر نزاهة منها. ذات نعم وفيرة وشكل حسن. أهلها صفر الوجوه. ويقال إن من أقام بالأهواز وجد في عقله
__________________
(١) فى مقدمة الأدب (١ / ١١٢): " السواد : العمارة خارج المدينة".
(٢) يبدو أنه نوع من الثياب. ورد فى مسالك الممالك (ص ١٥٣) مما يرتفع من مدينة جهرم : " والسوسنجرد الذي يكون بها أرفع مما يكون بقرقوب وتوج وتارم" ، والبسط أيضا ، ففى معجم البلدان (٢ / ١٦٧): " جهرم .... يعمل فيها بسط فاخرة".
(٣) لم ترد كلمة" المعتزلى" فى طبعة مينورسكى (١٣٠.p) ، وقد وردت فى طبعة ستوده (ص ١٣٨): " معترف" ، والحقيقة هى أن حرف اللام سقط من آخر الكلمة فبدت وكأنها" معترف". وهو أحد مشاهير المعتزلة ، توفى سنة ٣٠٣ ه.