٣٥ ـ القول في بلاد آذربايجان وبلاد أرمينية والران ومدنها
ثلاثة بلدان متصلة ببعضها وسوادها متداخل بعضه ببعض. إلى الشرق منها حدود جيلان ، وإلى جنوبيها حدود العراق والجزيرة ، وإلى غربيها حدود الروم والسرير ، وإلى شماليها حدود السرير والخزر [٣٢ ب]
وهي أكثر بلاد الإسلام نعمة. عامرة ذات نعم وفيرة ومياه جارية وفواكه لذيذة. يجتمع فيها التجار والغزاة والغرباء أكثر من أي مكان آخر.
يرتفع منها القرمز (١) والسراويل والثياب الصوف والقطن والأسماك والعسل والشمع ، ويؤتى إليها بالرقيق الرومي والأرمني والبجناكي والخزري والصقلبي.
١ ـ أردبيل : قصبة آذربايجان ، مدينة عظيمة يحيط بها سور ، وهي مدينة كانت ذات نعم وفيرة ، قلّت الآن. كانت مستقر ملوك آذربايجان. ترتفع منها البرود والثياب الملونة.
٢ ـ أسنه ، سراو ، ميانة ، خونه ، جابروقان : مدن صغيرة ذات نعم وفيرة ، عامرة غاصة بالسكان.
٣ ـ تبريز : مدينة صغيرة ذات نعمة وعامرة ، يحيط بها سور بناه العلاء بن أحمد(٢).
٤ ـ مراغة : مدينة كبيرة ونزهة ذات نعم ومياه جارية وبساتين نضرة. وكان عليها سور حصين خرّبه ابن أبي الساج (٣).
__________________
(١) فى البلدان لابن الفقيه (٥٩٢): " القرمز : دودة حمراء تظهر أيام الربيع ، فتلتقط ثم تطبخ ويصبغ بها الصوف" (انظر أيضا : الإصطخرى ، ١٨٨ ؛ الصيدنة ، ٤٩٠ ، وفيه نقل عن حمزة الأصفهانى قوله : كرمج [يقصد القرمز] : نوع من الخلاف يكون بآذربيجان وبدارابجرد يثمر دودا أحمر يخرط منه فيصبغ به الأرجوانى).
(٢) العلاء بن أحمد الأزدى كان واليا من قبل بغا الشرابى على الخراج والضياع بأرمينية (٢٥١ ، ٢٥٢ ه) ثم واليا على آذربايجان قتل سنة ٢٦٠ ه (انظر : الطبرى ، ٩ / ٣٠٨ ، ٣٦١ ، ٥١٠).
(٣) هو محمد بن أبى الساج الملقّب بأفشين ، كان ذا نفوذ كبير فى مراغة سنة ٢٨٢ ه كما يفهم من تاريخ الطبرى (١٠ / ٤١) ، الذي أضاف فى حوادث سنة ٢٨٥ ه : " فيها ولّى المعتضد محمد بن أبى الساج أعمال أذربيجان وأرمينية وكان قد تغلّب عليها وخالف ، وبعث إليه بخلع وحملان". توفى بآذربايجان سنة ٢٨٨ ه (الطبرى ، ١٠ / ٦٨ ، ٨٣). وقوله : " وكان عليها سور فخر به ابن أبى الساج" هو بنصه لدى الإصطخرى (ص ١٨١).