٤٥ ـ القول في بلاد البلغار الداخلة
بلاد شرقيها بلاد المروات ؛ وجنوبيها بحر بنطس ؛ وغربيها الصقالبة ؛ وشماليها جبل الروس(١).
وهي بلاد لا توجد فيها أية مدينة. أهلها مقاتلون شجعان ذوو وقار ؛ طباعهم شبيهة بطباع الترك القريبين من بلاد الخزر. ولهم حروب مع جميع الروس ؛ ويتاجرون مع جميع الذين من حواليهم ؛ وهم أصحاب مواش وأسلحة وأدوات حرب.
__________________
(١) نقرأ فى دائرة المعارف الإسلامية (الطبعة العربية الثانية ، مادة : بلغار): " البلغار : اسم شعب لا يعرف أصله على وجه التحقيق ، تكونت منه دولتان إحداهما على نهر أتل (الفولغا) والأخرى على نهر الدانوب ... كان يعيش إلى الشمال منهم قبائل فينية أو غرية شتى مثل الويسو (فى المصادر الروسية : وئيس ، وهم الوبس الآن) واليورا (بالروسية : يوغرا). وكانت هاتان القبيلتان خاضعتين فى فترات شتى لسيطرة البلغار ، اسميا على الأقل. وكان الباشجرد (الباشقر) فى الشرق خاضعين للبلغار. وكان بعض قبيلتى البجناك والغز فى الجنوب الشرقى يعيشون حياة متبدية مستقلة تمام الاستقلال عن البلغار. وكان يعيش بين البلغار والخزر فى الغابات : البرطاس أو البرداس ، وكانوا أمعن فى البدائية ، ولعلهم كانوا أجداد الموردوا ، كانوا خاضعين للخزر وعرضة لغارات البلغار المتكررة ، ودخلوا أيضا فى دولة البلغار من بعد ... وإلى الغرب كانت تسكن قبائل صقلبية (روسية) شتى ولكن حدود منازلهم الشرقية غير محققة. أما أن بعض هؤلاء كانوا فى القرن العاشر الميلادى خاضعين للبلغار فواضح من أن حاكم البلغار قد سماه ابن فضلان فى كثير من الأحوال (ملك الصقالبة) ". ويقول المسعودى فى مروج الذهب (١ / ٢٠٤) إن ملك البلغار عند تأليفه كتابه (سنة ٣٣٢ ه) كان مسلما وقد أسلم فى أيام المقتدر بالله وذلك بعد سنة ٣١٠ ه. أما عن المصادر فيوجد تطابق حرفى تام بين الأعلاق النفيسة (ص ١٤١ ـ ١٤٢) وزين الأخبار (ص ٥٨٤ ـ ٥٨٦ ، توجد إضافة ينفرد بها الكرديزى هنا وهى قوله : إن عدد البلغار يبلغ خمسمائة ألف عائلة). انظر معلومات إضافية عنهم فى المسالك الممالك (ص ١٠ ، ٢٢٥) وصورة الأرض (ص ٣٩٧) وفيه يسمى ابن حوقل" بلغار الخارجة" ب" بلغار الأعظم" فى مقابل" بلغار الداخل" ؛ طبائع الحيوان (ص ٢٣) الذي اكتفى بمعلومة تقول : " وملك البلغار بطلطو (؟) " ؛ أحسن التقاسيم (ص ٢٧٦) ؛ رسالة ابن فضلان (ص ١١٣ ـ ١٤٦) وهذا الفصل مخصص للبلغار الذين يسميهم ابن فضلان صقالبة فى غالب الأحيان (انظر : أندريه ميكيل ، ٢ (٢) / ٢٨). وفى تقويم البلدان (ص ٦٤) خلال حديثه عن نهر أتل : " ويمرّ بالقرب من مدينة بلار ويستدير عليها من شماليها وغربيها ، وهى المدينة التى تسمى بالعربى بلغار الداخلة ...".