١ ـ فاتحة الكتاب
[١ ب] باليمن والسعادة. الحمد لله القادر الأزلي ، خالق العالم وميسر الأمور ، وهادي عباده إلى مختلف العلوم ، والتحيات الكثيرة على محمد وجميع الأنبياء.
ببركة وظفر وحسن طالع الأمير السيد الملك العادل أبي الحارث محمد بن أحمد مولى أمير المؤمنين أطال الله بقاه وسعادة دنياه ، بدأنا هذا الكتاب في صفة الأرض في سنة ثلاثمائة واثنتين وسبعين لهجرة النبي صلوات الله عليه. فبيّنا فيه صفه الأرض وهيئتها ومساحة عامرها وغامرها. وذكرنا جميع نواحيهما وملوكها مما هو معروف مع أحوال كل قوم مقيمين في تلك النواحي المختلفة ، وسنن ملوكهم ، كما هو عليه الحال في زماننا [٢ أ] مع ذكر كل ما يرتفع من تلك الناحية.
وبيّنا جميع مدن العالم التي وجدنا خبرها في كتب المتقدمين وذكرها الحكماء مع أحوال تلك المدن من سعة وصغر ، وقلة النعمة أو كثرتها وما يرتفع منها ، وأحوال أهلها وعامرها وغامرها ، ومعرفة هيئة كل مدينة من جبال وأنهار وبحار ومفازات مع كل ما يرتفع منها.
وبيّنا مواضع جميع بحار العالم من كبير وصغير ، وكذلك الخلجان ، مع كل ما يستخرج منها.
وبينا جميع الجزر الكبيرة من عامرها وغامرها وأحوال ناسها وكل ما ينتج فيها.
وبينا جميع الجبال الرئيسة في العالم والمعادن المختلفة الموجودة فيها ، والحيوانات التي تأوي إليها.
وبينا جميع الأنهار الكبيرة التي في العالم ، من الأماكن التي تنبع منها حتى تصب في البحر أو يستفاد منها في الزراعة والفلاحة ، خاصة تلك التي يمكن للسفن العبور منها ، لأن الأنهار الصغيرة لا تعدّ ولا تحصى.
وبيّنا جميع الصحارى والمفازات المعروفة في العالم ومساحاتها طولا وعرضا.