١٥ ـ القول في بلاد الخلّخ ومدنها
إلى الشرق منها بعض حدود التبت وحدود يغما وحدود التغزغز ، وإلى جنوبها بعض حدود يغما وبلاد ما وراء النهر ، وإلى غربها حدود الغوز ، وإلى شمالها حدود التخسي والجكل والتغزغز(١).
__________________
(١) يكتب اسم خلخ بأشكال مختلفة : الخرلخ ، الخرلخية ، القرلخ ، القرلق ، القرلغ ، القرلق ، ونجده لدى رشيد الدين (جامع التواريخ ، تاريخ المغول ، ١ / ٣٤) : القارلوق وذكر السبب فى تسمية هذا الرهط من الترك بهذا الاسم. يقول بارتولد فى مادة" الأتراك" من دائرة المعارف الإسلامية : " كان القرلق يعيشون شرقى الترك الغربيين وفى أرضهم بين الألتاى والمجرى الأعلى لنهر إيرتش. وهم شعب لا يشك فى أصله التركى. وقد انتقلت بلاد الترك الغربيين إلى حوزتهم عام ٧٦٦ م. وكان حاكمهم فى ذلك الوقت يلقب ـ مثل حاكم الأوغوز الذين عاشوا على نهر سيحون ـ بلقب تركى هو يبغو ، وقد ذكر فى النقوش الأورخونية أنه لقب أمير". وفى طبائع الحيوان (ص ١٩) : فى فصل الأتراك : " ومنهم الخرلخية وكانوا يسكنون جبل تونس (تورلس) وهو جبل الذهب. وكانوا عبيدا للتغزغز واستعصموا عليهم وخرجوا إلى بلاد التركية وغصبوها واستولوا عليهم وقهروا سلطانهم ، ومنها خرجوا إلى بلاد الإسلام. وهم تسع فرق : ثلاث جكلية وثلاث بعسكليه (؟) وواحدة بلاق وواحدة كوكركين وواحدة تخسى". وفى ديوان لغات الترك (١ / ٣٩٣): " قرلق : جيل من الترك أهل الوبر سوى الغزية. وهم التركمانية". توجد تفاصيل مهمة أخرى لدى أبي دلف (" الرسالة الأولى" ، ٣٥٢) عن عاداتهم ومنها إعارة نسائهم وبناتهم إلى من نزل من الأضياف (سينقل هذه الرواية فيما بعد عن أبى دلف ، القزوينى فى آثار البلاد ، ٥٨٤). فإذا صح هذا ، فنحن أمام حالة شبيهة تماما لما ذكره ماركو بولو عن مدينة كامول التى قال إنها تقع داخل الولاية الكبرى المسماة تانجوث الخاضعة للخان الأعظم (يقصد ملك الصين) حيث إن أهلها" يعطون زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم وغيرهن من أقاربهم من النساء أوامر إيجابية بإمتاع ضيوفهم بكل رغبة يرغبونها على حين يغادر الرجال بيوتهم وينسحبون إلى المدينة ، فيعيش الغريب فى الدار مع الإناث كأنما هن زوجاته ، ويرسل الرجال كل ما يلزم الدار من الضروريات .." (ص ٩٠ ـ ٩١). ونرجح أن تكون تانجوث التى زارها ماركو بولو هى مدينة تنكت التى ذكرها الكاشغرى باسم القوم الذين يقيمون فيها فقال : " تنكت : اسم جيل من الترك يسكنون قرب الصين" (٣ / ٢٦٨) ، وهم أمة تنكقوت الذين ذكرهم رشيد الدين الهمدانى (جامع التواريخ ، تاريخ المغول ، ١ / ١٠٢) وقال : تحدها من أحد أطرافها بلاد الصين. نضيف أخيرا أن ماركو بولو ذكر وجود هذه العادة الشائنة فى ولاية" كاين دو" من بلاد التبت ، وأن السبب فيها هو" أنهم يفعلون ذلك تكريما لأوثانهم" (ص ٢٠٠) وهو نفس السبب الذي يدعو أهل كامول لفعل ذلك.