اللطيف إذا دخل إنسان الغار يجد تحت ذلك الثقب حزمة من قضبان عددها خمسة عشر قضيبا لا يعرف أحد من الخلق جنس خشبهم ، والحزمة مشدودة بحبل لا يعرف أحد من أي شيء هو من الحبال ، معقود عقدا كثيرة لا يعرف أحد كيف يحلها ، ولا يعقد (١) مثلها ، فإذا أخذ أحدهم تلك الحزمة وخرج بها سقط من ذلك الثقب مثلها ، وما لم يخرج لم يسقط شيء ، وليس لأحد علم ما هو المراد من ذلك ، ولو أخرج من الحزم في يومه ألوفا ألقى له نظير ذلك.
عجائب الصور ، وعجائب الحجارة وذلك مما أورده صاحب العجائب والغرائب في كتابه :
ذكر : أن بأرض كرمان جبل من أخذ منه حجرا أو كسره يرى في وسطه صورة إنسان قائما أو قاعدا أو مضطجعا ، فإذا دققت الحجر وسحقته ناعما وألقيته في الماء تراه إذا أرسب في الماء كهيئة ما كان أولا على الصورة التي كانت في الحجر والصورة لون غير لون الحجر.
وذكر صاحب كتاب عجائب المخلوقات : أن في أعلى هذا الجبل شبه مسرجة من حجر عليها سراج يضيء ضوء قويا كالمشعل ، ولا يقدر أحد أن يصعد إليه فلا يدنو منه لشدة هبوب الرياح العواصف ، فإن الصاعد إليه ترميه الريح من نصف الجبل فتقتله.
ويرى فوق ذلك السراج شبه الطاووس ليس لحسنه نظير في الدنيا أحسن من الطواويس المعروفة للناس ، فيه من سائر الألوان عجيبه وهو ينجلي دائما في نور ذلك السراج ، ولا يقدر أحد أن يدنو منه أبدا.
ومما أورده صاحب تحفة الغرائب : أن بأرض تركستان ليس لهم زرع ، ولهم جبل فيه حجارة من خالص الذهب أكبرها / قدر رأس الشاة إلى ما دونها. فمن أخذ من القطع الصغار انتفع بها ، ومن أخذ من الكبار يموت هو وجميع أولاده وأهل بيته ما لم يردها إلى مكانها ، وليس يعلم أحد ما المراد من ذلك.
دير الخنافس ذكره سبط ابن الجوزي
قال : إن بأقصى أرض الموصل جبل عليه دير يقال له : دير الخنافس ، فيه عيد للنصارى في كل عام فإذا كان ليلة العيد يجتمع في ذلك الدير كل خنفسة على وجه الأرض والناس يمشون عليها ويدوسونها لكثرتها فيموت منها تحت أرجل الناس ما لا يحصيه إلا الله ، فإذا طلع الفجر لم ير أحد خنفسة واحدة لا حية ولا ميتة (٢). وبأقصى
__________________
(١) في المخطوط : يقعد ، وهو تحريف.
(٢) في المخطوط : لا حيا ولا ميتا ، وهو تحريف.