بإزائه جبلا لم يوازنه ولا زال ذلك / الدرهم حتى وصل لخزائن بني أمية ، ووصل لبني العباس بعد ذلك حين احتووا على خزائن بني أمية.
السابع :
كان له من الأعمال العجب ، منها أنه كان يجلس في السحاب ، ويظهر في صورة عظيمة لخلقه ، ويكلم الناس وأرباب مملكته من مكانه.
ثم غاب عنهم مدة ثم ظهر لهم أمرهم أن يملكوا فلانا عليهم مكانه.
وأعلمهم أنه لا يعود إليهم بعدها فكان كذلك ، فملكوا ذلك عليهم امتثالا لأمره.
عجائب كانت بأرض بابل
وذلك مما أورده الزمخشري في كتابه ربيع الأبرار : أنه كان في أرض بابل وأعمالها سبع مدن ، في كل مدينة منها (١) أعجوبة :
في المدينة الأولى :
صفة تمثال الأرض ، فإذا قصر أحد في عمله من حمل ما عليه من الخراج خرق عليهم مياههم من صورة التمثال تلك المدينة فتغور مياههم ويهلكوا عطشا ، وزروعهم تلفا فيبادروا إلى حمل الخراج بسرعة لئلا يهلكوا.
وفي المدينة الثانية :
حوض من حجر إذا أراد الملك أن يرى أهل بلده جميعا ليتفرج على أحوالهم فيأمر مناديه ينادي بالاجتماع عند حوض الملك فيأتي كل واحد بما أحب من طعام أو شراب فيصبوه جميعا في ذلك الحوض فتختلط الأطعمة والأشربة ثم تقف السقاة ويغرفوا للناس من ذلك المختلط فلا يحصل لكل إنسان إلا ما جاء به من غير أن يدنسه طعام غيره أو شرابه ، والذي وضع شراب لا يحصل له إلا شرابه الذي جاء به والحوض باق على حاله لا ينقص منه شيء فيفرق ذلك الحوض على الفقراء والمساكين.
وفي المدينة الثالثة أيضا :
طبل إذا أرادوا [أن](٢) يعلموا حال الغائب عن أهله وبلده هل هو حي أو ميت ، فيضرب أهل / الغائب الطبل ، فإذا كان حيا صوّت صوتا عاليا ، وإن كان ميتا لم يسمع له صوت أبدا.
__________________
(١) في المخطوط : لها ، وهو تحريف.
(٢) ما بين المعقوفين يتطلبه السياق.