بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله بارىء المسموكات ورازق المخلوقات ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ربّ الأرض والسموات ، وأشهد أن سيدنا محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم عبده ورسوله خير خلقه وعلى آله وصحبه ما دامت الأرض والسموات.
وبعد ؛ فنبتدىء بذكر الله تعالى وحمده والثناء عليه والشكر له والصلاة والسلام على سائر أنبيائه وتخصيص محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه بأفضل صلواته وأكمل زكواته.
ثم نذكر ما وقع إلينا من أسرار الطبائع وأصناف الخلق مما يكون مشاكلا لقصدنا ، ونصل ذلك بذكر من ذكره من ملوك الأرض وما عملوه من غرائب الأعمال ، وشيدوه من عجائب البنيان ووضعوه ، ومن الآلات المستظرفة والطلسمات المستعملة وزينوا به هياكلهم وأودعوه نواويسهم (١) وزبّروه (٢) على أحجارهم على حسب ما نقل إلينا من ذلك كله وبالله العظيم نستعين وهو حسبنا ونعم الوكيل.
روي عن ابن الحكم رحمهالله قال : / خلقت الأرض في صفة طائر رأسه وصدوره وجناحه وذنبه.
فالرأس : مكة والمدينة واليمن.
والصدر : الشام ومصر.
والجناح الأيمن : الواق والوقواق ، والسند والهند والبند.
والجناح الأيسر : ما منك ويأجوج ومأجوج.
والذنب : من ذات الحمام إلى مغرب الشمس إلى البحر الأسود.
وقال : إن الله تعالى خلق مدينتين ، واحدة بالمشرق واسمها : جابلق ، والأخرى بالمغرب واسمها : جابرص ، طول كل مدينة اثنا عشر ألف فرسخ ، ولكل مدينة عشرة آلاف باب ، بين كل فرسخ باب ، يحرس كل باب في كل ليلة عشرة آلاف رجل ، ثم
__________________
(١) أي : مقابرهم ، كما هو الحال عند فراعنة مصر وما يستخرجه علماء الآثار من تلك المقابر حتى الآن.
(٢) أي ما نقشوه عليها من الكتابة.