عليك. وأعطاني فرسا من خيار خيله ، وألف دينار فخرجت من عنده وعدت لمكاني الأول حتى أدركني عفو الأمير.
فقال : والله إن لهذا لمروءة لم يكن لأحد مثلها.
ثم أرسل في طلبه فولاه الكوفة وأعطاه مائة ألف دينار.
وقال : خذها دية والدك فالكوفة وخراجها منذ حياتي لك. فأكلها مدة حياته.
هدية ملك الكند للملك الإسكندر :
وذلك مما أورده المسعودي في مروج الذهب : أهدى له هدية عظيمة لم يسمع العقل وصفها ، فمن جملتها : جارية لم تطلع الشمس [على](١) حسن مثلها كل من نظر إلى عضو من أعضائها أشغله حسنه عن النظر إلى عضو غيره من جسدها ، فترى الناظر إليها كالذاهل مما رآه. وحكيما فاق أهل زمانه حتى أنه ليخبر بالشيء قبل سؤاله عنه ، وطبه لا يخشى معه عارض من الأمراض إلا عارض الموت. وقدحا يسع منّا من الماء إذا ملأته وشرب منه جيش كفاه ولا ينقص من مائه قطرة.
قيل : إن القدح لآدم هو والمرآة التي وصلت لنبي الله سليمان بن داود صلوات الله عليهم ، كان لما كثرت ذريته وامتدوا في الأرض فسأل الله سبحانه أن يطلعه على ذريته فأنزل الله له سبحانه مرآة من السماء فكان إذا نظر فيها يرى جميع ذريته من أقطار الأرض كأنه بينهم. فقبل الملك الإسكندر هديته وأقره في بلاده والله أعلم.
ومما وقع لوزير اليمن :
ما وقع لبدر الدين وزير صاحب اليمن : كان له أخ لم تقع العين على حسن مثله وكان من خوفه عليه جعل مرقده بإزاء / مرقده ، وسريره بإزاء سريره.
فلما كانت ليلة استيقظ (٢) من نومه فلم ير أخيه فقام من وقته ودار حجر القصر فلم يره فصعد سطح (٣) القصر ، فإذا سلم منصوب إلى جانب حائط القصر فصعد وإذا سلم من الجهة الأخرى فنزل منه وجاء لدور تلك القاعة ، فتطلع منها ، وإذا بأخيه في حضن (٤) صبية لم ترمق العيون مثلها ، وكانت ليلة البدر ، فاتفق تطلعه عليهم مع إنارة البدر في تلك الساعة ، فرفعت رأسها فنظرت (٥) البدر قد أنار عليهم ، فأنشدت هذه الأبيات :
__________________
(١) ما بين المعقوفين زيادة يتطلبها السياق.
(٢) في المخطوط : استيقظن ، وهو تحريف.
(٣) في المخطوط : صطح ، وهو تحريف.
(٤) في المخطوط : حطن ، وهو تحريف.
(٥) في المخطوط : نطرت ، وهو تحريف.