الجمعة لعشر خلون من صفر سنة تسع وتسعين ، وله من العمر خمس وأربعون سنة. مدة خلافته سنتين وسبعة أشهر وخمسة وعشرين يوما ، وكان أبيض فصيح اللسان معجبا بنفسه كثير الأكل والنكاح.
وفتح مدينة الصقالبة في سنة ثمان وتسعين وفي هذه السنة بدأ ببناء مدينة الرملة ورد المظالم لأهلها ، وجعل ابنه (١) أيوب ولي عهده ، فمات ، فجعل ذلك إلى عمر بن عبد العزيز. فحج بالناس سنة تسع وتسعين وكان سليمان إذا حضر طعامه فتح الأبواب ورفع الستور ، فيدخل الناس ويأكلون ولا يمنع أحد ، فإذا رفع الأكل وفرغ الناس نادى مناديه : من له حاجة فليسألها.
فقام إليه رجل من الناس فقال : يا أمير [المؤمنين] ، إن لي في بيت المال كل سنة مائتا دينار ، وقد أملكت على ابنة عم لي ، وشرطت لهم قبض المهر ولم يكن عندي ما أعطيهم ، فإن رأى أمير [المؤمنين] أن يسلفني مالي في بيت المال ، فأدفع مهر ابنة عمي (٢).
فقال سليمان : ويحك يا ابن اللخناء ، أمثلي يسلف المحتاج؟ بل أهبك مائتي دينار ، ومائتي دينار ، وجعل يكررها حتى انقطع نفسه ، فبلغ عدد تكرارها ثلاثة آلاف دينار ، فقبضها.
فقال بعض من حضر : فأين قوله يا ابن اللخناء من هذا العطاء.
فبلغ سليمان فقال : والله وددت لو افتديت مقالي له : يا ابن اللخناء بأضعاف ما أعطيته ، وإني لنادم عليها.
[حكاية عن الوليد والحجاج وأم البنين](٣)
قيل : وفد الحجاج [على](٤) الوليد ، فأذن له فدخل في سلاحه والوليد في غلالة فأطال الجلوس عنده ، فدخلت جارية فأسرت إلى أمير [المؤمنين] كلاما ومضت / ثم عادت وأسرت إليه كلاما ومضت.
فقال للحجاج : أتدري ما قالت يا أبا محمد؟
فقال : لا والله.
__________________
(١) في المخطوط : لابنه ، وهو تحريف.
(٢) في المخطوط : ابن عمة ، وهو تحريف.
(٣) العنوان من عمل المحقق غفر الله له آمين.
(٤) ما بين المعقوفين زيادة يتطلبها السياق.