فقال : جزاك الله خيرا عن الأمة فأنت الوصي والولي للنبي ، بسطت العدل ، وزهدت في الدنيا ، واعتزلت الفيء فلم تخمشه بناب ولا ظفر ، وأنت أبو الذرية الصالحة المباركة وزوج الزكية الطاهرة. اذهبوا به إلى أعلى عليين لأصحابه.
ثم قال : هاتوا معاوية.
فأجلسوا غلاما بين يديه.
قال له : أنت قاتل عمار بن ياسر ، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين ، وحجر بن عدي الذي أخلقت وجهه العبادة ، وأنت الذي جعل الخلافة ملكا ، واستأثر بالفيء وحكم بالهوى ، واستنصر بالظلم ، وغير سنّة رسول الله ونقض أحكامه وقام بالبغي. اذهبوا به فأوقفوه مع الظلمة.
ثم قال : هاتوا يزيد بليد.
فأجلسوا غلاما بين يديه.
قال : يا قراد ، أنت الذي قتل أهل الحرة وأبحت دور المدينة الشريفة ثلاثة أيام ، وهتكت حرم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأويت الملحدين ، وقتلت الحسين المعصوم (١) ، وحملت بنات رسول الله سبايا على حقائب الإبل. اذهبوا به إلى الدرك الأسفل من النار.
ولم يزل بخليفة بعد خليفة كل واحد بعمله وما كان منطويا عليه حتى أتى بعمر ابن عبد العزيز. فأتي بغلام فأجلسوه بين يديه.
وقال : جزاك الله خيرا عن الإسلام والمسلمين ، فقد أحييت العدل بعد موته ، وألنت القلوب / القاسية ، وقام بك عمود الدين على ساق بعد جور وشقاق. اذهبوا به فألحقوه بالصديقين.
ثم من كان بعده من الخلفاء حتى انتهى إلى دولة بني العباس بعد أن أجلسوا له غلاما : فقال : قد بلغ الأمر لبني هاشم ارفعوا الحساب لهؤلاء جملة واحدة واحذفوا بهم في النار جميعا. ثم قام منصرفا (٢).
في تفضيل السراري :
ومما قيل فيمن فضل السراري على الحرائر ، فقال :
__________________
(١) لفظ شيعي مشهور ومن المعلوم أنه لا عصمة لأحد بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم المؤيد بوحي السماء.
(٢) أنا لا أبدي تعليقا على موضوعات الكتاب لذا على القارىء أن يميز بين الغث والسمين منه والله الموفق والهادي للصواب.