في الانفراد
تمر طيور الجو عني عشية |
|
وكل له إلف حنون ونزل |
وقد صرت فردا لا أنيس لوحدتي |
|
وبابي دون الناس ما زال مقفل |
في ذم الزمان
ولقد وقعت على الزمان بمعرك |
|
منها ثلاث شدائد جمعن لي |
أسف على ما مضى الزمان وفكره |
|
فيما عسى يأتي مع المستقبل |
/ ما أن وصلت إلى زمان آخر |
|
إلا بكيت على الزمان الأول |
استئذان
يا معدن الفضل ويا أهله |
|
لا زلت من مجرى العلا تغترف |
عبدك بالباب له ساعة |
|
يدخل أو يصبر أو ينصرف |
عبرة
ما تنقضي حسرة مني وحرقتها |
|
إذا ذكرت شبابا ليس يرتجع |
ولّى الشباب ، وولّى معه لذته |
|
وجاء دهر بأيام لها جذع |
ما كنت أوفي شبابي حسن عزبته |
|
حتى انقضى فإذا له تبع |
مما وقع لبعض البخلاء
كان بعض البخلاء إذا وقع في يده درهم أو دينار يقول له :
أهلا وسهلا بك من قادم |
|
لم أزل مشتاقا إلى رؤيته |
كثير الالتفات إلى حسن طلعته
ما أعظمك من قادم ، وأعزك من منادم ، حويت محاسنا لم يحوها سواك ، وتقضي حوائجا لم يقضها إلا إياك ، فأنت ديني وعقلي ، وفاكهتي ونقلي ، وأنت أبي وأمي ، وأنت لحمي ودمي ، بك أستخدم الأحرار وبك تزهر الأنوار ، وبك تعمر الديار ، وبك تأتي الثياب والأبكار ، وبك يعظم المقدار ، تونس من الوحشة ، وتشد من الرعشة ، وبك يسمع المقال ، وبك ينال كل منال ، من حفظك فأنت له حافظ ، ومن يغررك فأنت له باغض ، ومن خبأك فأنت له ذخرا ، ومن استنصر بك فأنت له نصرا.
ثم يطرحه في الكيس المخيوط ، ويقول : أنت محفوظ لا تزال فيه أبدا ، ولا يراك بعد هذا اليوم أحدا. ثم ينشد له :
/ بروحي محجوب عن العين شخصه |
|
ومن ليس يخلو من لساني ولا قلبي |