الكلب يحفظ دوما كسرة يبست |
|
وذاك يجحد إن أطعمته جملا |
عبرة
لست بالداعي لخل أبدا |
|
أن يزيد الدهر في مرتبته (١) |
حذرا أن لا ينال خيره |
|
قادم الدهر في معرفته |
في العزلة عن الناس
إني اعتزلت عن الأيام بمنزلي |
|
عمدا ولم أكن نحوهم يوما بمقترني |
ما فيهم قط خل تصطفيه ولا |
|
ترى الصديق لصافي الود مجتني |
من أجل هذا تراني صرت منفردا |
|
عن الأنام وهذا الفعل من أدبي |
فإن تكن عزلتي حسنا فوافقني |
|
وإن تكن عزلتي خبثا فاجتنبني |
مثله
يا بئس ترى أناس في زمانك ذا |
|
بالشهر منهم على أخوانهم وثبوا |
إن يسمعوا الخير خفوه |
|
وإن سمعوا / شرا أذاعوا |
وإن لم يسمعوا كذبوا |
|
فكن على وجل منهم وكن حذرا |
فكيدا شراكهم للناس قد نصبوا |
|
وليس ذا عجب من فعلهم أبدا |
وإنما الخير من أفعالهم عجب
تحذير من مجالسة الثقيل
قال طبيب للحجاج : أيها الأمير ، احذر مجالسة الثقيل ، فإنّا نجد في كتب الفلاسفة : مجالسة الثقيل هي حمى الروح.
وقال جالينوس : لا تجالس ثقيلا ، فمجالسته عذاب الروح وضعف الجسد ، ووهن في النظر.
وقال بعضهم : رؤية الثقيل عذاب البصر.
وكان بعض الظرفاء إذا أقبل عليه ثقيل قال لجلسائه : جاءكم الجبل يمشي ، فإذا جلس قال : قد وقع عليكم لا قوة إلا بالله.
وقال بعضهم : إذا جالسك ثقيل فاعطه أذنا صمّاء وعينا عمياء ولسانا أخرس ، وأظهر الوعك ، ونم.
__________________
(١) في متن المخطوط : معرفته ، والتصويب من هامشه بخط الناسخ.