فاحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت |
|
إلى حمام سراع وارد الثمد |
من الزمد يحسبه حاما بنق |
|
ويلقيه مثل الزجاجة لم يكد |
قالت : ألا ليتما هذا الحمام لنا |
|
إلى حمامتنا فحسبوه فألفوه كما |
كما حسبت تسعا وتسعين لم ينقص ولم يزد ، فكملت مائة حمامتنا وأسرعت حسابه في ذلك العدد.
خبر شق وسطيح بعجائب التأويل
قال صاحب التاريخ :
قد بلغ سطيح من الكهانة ما لم يبلغه أحد قبله ولا بعده ، ولهذا سمي : كاهن الكهان ، وكان يخبر عن الغيوب بالعجائب كما علمه الله تعالى رأى ربيعة بن النضر اللخمي رؤيا (١) هالته ، فجمع الكهنة وأصحاب القيافة ، وقال لهم : أخبروني بما رأيت ، فقالوا : وما رأيت؟
قال : لا أبدي ولا أعيد.
قالوا : هذه حالة سطيح ، وشق ، فأرسل إليهما ، فأول من قدم سطيح ، فأكرمه وطلب منه التأويل.
فقال : أقسم بالشفق ، والليل إذا غسق ، والقمر إذا اتسق ، وطارق إذا طرق لقد رأيت جممه تخرج من ظلمة فوقعت في أرض بهمة يأكل منه كل ذات جمجمة.
فتعجب من ذلك وتأدب معه ، ثم قال له : يا سيدي ، وما تأويلها؟
قال : أحلف بما بين الحرتين من حنش ليهبطن بأرضكم جيش ، وليملكن ما بين أتين إلى حرش. فقال ربيعة : إن هذا الغائط ، فهل هو كائن في زماننا؟
قال : لا بعده بحين أكثر من ستين أو سبعين يمضين من السنين.
قال : فهل يدوم ملكهم؟
قال : لا ينقطع بعد سبع وسبعين ، ثم يقتلون بها أجمعين ، ويخرجوا منها هاربين.
قال : فمن يلي ذلك؟
قال : ابن ذي يزن غلام رحب العطن يخرجون عليهم من عدن فلا يترك منهم أحد في اليمن.
__________________
(١) في المخطوط : رأيا ، وهو تحريف.