يكون على يديه جوهر أخضر ، وأحمر منسوج بالذهب ، ومنهم من يكون راكبا أسدا موشحا بحيات عظام ، ومنهم من يعلوه قبة من نور ومن جوهر ، وكل واحد من هؤلاء يصنع من العجائب ما يدل عليه كوكبه ، فإذا دخلوا على الملك كذا ، والصواب كذا.
عنقاطر الكاهن :
حكى أهل مصر عنه حكايات كثيرة عجيبة ، وهو من ولد عرناب بن آدم ، وكان كاهنا عارفا بغرائب العجائب من المثلات ، ووضع الطلسمات ، وكان قبل الطوفان ، ونظر ، فعلم بمجيئه ، فأمر الشياطين أن تبني له خلف خط الاستواء بحيث أنه لا يلحقه ، فسار فبنى له القصر الذي في سفح جبل القمر ، وهو القصر النحاسي الذي فيه التماثيل النحاس خمس وثمانون تمثالا يخرج ماء النيل من حلوقها ، وينتصب في بطيحة ، فلما فرغوا منه أحب أن يراه في قبته ، فحملته الشياطين إليه ، فلما رأى إحكام بنيانه ، وزخرفة حيطانه ، وما فيها من النقوش ، وصور الكواكب ، والأفلاك ، وغير ذلك من صنوف العجائب ، أعجبه وشكرهم عليه ، وكان هذا له قصر يسرج من غير قناديل وتنصب فيه الموائد ، وعليها من سائر الأطعمة ولا يدرون من عملها ، وكذلك الأشربة يستعمل منها فلا تنقص ، في وسطه دكة من ماء جامد ، ترى حركته من وراء ماء جمد منه ، فأعجبه ، ورجع إلى مصر.
من غرائب وعجائب هرمس الأشموني
وهو هرمس الأول وهو الذي بنى بيت التماثيل / التي يعرف بها مقادير النيل عند جبل القمر وعمل هيكل الشمس ، وكان يختفي من الناس فلا يرونه وهو بينهم ، وهو الذي بنى الأشمونين لأشمون ، وبنى مدينة في شرق مصر وسماها هرمس بولس وطولها اثنا عشر ميلا ، وجعل عليها حصنا. وبنى مدينة ايصنا (١) واتخذ فيها الملاعب والأعلام.
وعمل في سفح الجبل الشرقي مدينة يقال لها : أو طيراطيس ، وفيها عجائب كثيرة ، وجعل لها أربعة أبواب لكل جهة باب ، وجعل على الباب الشرقي صورة غراب ، وعلى الباب الغربي صورة ثور ، وعلى الباب القبلي صورة أسد ، وعلى الباب البحري صورة كلب (٢) ، وجعل فيها روحانيات تنطق إذا قصدها القاصد ولا يستطيع أحد أن يدخلها حتى يستأذن الموكلين بها ، وغرس فيها شجرة تحمل من جميع الفواكه وعمل منارا طوله ثمانون ذراعا وعلى رأسه مرآة تتلون كل يوم بلون ، فإذا كان آخر الأسبوع عادت إلى لونها الأول هكذا على مدى الأيام.
__________________
(١) أحسبها مدينة إسنا التي نعرفها اليوم في صعيد مصر.
(٢) في المخطوط : شلب ، وأحسبه تحريف من الكلمة التي ذكرتها.