ثم قالت سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول اللهم من رفق بأمتى فارفق به ومن شق عليهم فاشقق عليه وحكاه ابن عبد البر فى الاستيعاب ولأهل مصر أحاديث عنه. وممن دخلها مسلمة بن مخلد الانصارى الخزرجى رضى الله عنه أدرك من حياة رسول الله صلىاللهعليهوسلم عشر سنين ولد عند مقدم النبى صلىاللهعليهوسلم المدينة ومات النبى صلىاللهعليهوسلم وهو ابن عشر سنين وقيل لما قدم النبى صلىاللهعليهوسلم المدينة كان ابن أربع سنين قال الامام أحمد بن حنبل رضى الله عنه شهد مسلمة بن مخلد فتح مصر وسكنها وولاه معاوية مصر سنة وقال الواقدى قدم مسلمة بن مخلد واليا على مصر وافريقية وهو أول من رفع المنار للمساجد فى سنة ثلاثين وكانت ولايته على مصر وافريقية ست عشرة سنة وكان يبعث معاوية بن خديج فى الغزو الى المغرب وقال عمر بن عنبسة عن ابراهيم بن ميسرة عن مجاهد قال كنت أرانى احفظ الناس للقرآن حتى صليت خلف مسلمة الصبح فقرأ سورة البقرة فما أخطأ فيها وحكى الواقدى أن مسلمة كان اذا قرأ فى المحراب يسمع سقوط دموعه على الارض قال الكندى ثم جدّد بناء الجامع ولم تدع الصحابة مما بناه عمرو بن العاص الا المحراب الذى وقف عليه الصحابة قال أبو عمر مات مسلمة بن مخلد بمصر وقيل بالمدينة وقال ابن زولاق مات بمصر فى آخر ولاية معاوية وهو الأصح وقبره بمصر بخط مذبح الجمل. وممن دخلها محمد بن أبى بكر الصديق رضى الله عنهما يكنى بأبى القاسم وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية تزوج بها جعفر بن أبى طالب ثم مات عنها فتزوّجها أبو بكر الصديق رضى الله عنه فمات عنها فتزوّجها على بن أبى طالب رضى الله عنهم أجمعين ولد محمد بن أبى بكر الصديق فى حجة الوداع ذكره صاحب الموطأ وكان محمد بن أبى بكر عند على بن أبى طالب مكرما معظما ثم ولاه مصر بعد قصة طويلة اتفقت له فى خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنهم لا ينبغى شرحها اعراضا عما شجر بين الصحابة رضى الله عنهم أجمعين ودخل محمد بن أبى بكر مصر فى النصف من شهر رمضان سنة سبع وثلاثين فلم يزل بها الى صفر سنة ثمان وثلاثين وكان قد أحبه أهل مصر لما رأوا من سياسته ورياضة أخلاقه. وممن دخلها عمار بن ياسر رضى الله عنه ولاهل مصر عنه حديث واحد قال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم تقتلك الفئة الباغية يا عمار وهو من المهاجرين وأمه سمية أول شهيدة استشهدت فى الاسلام لم تزل تعذب حتى ماتت رضى الله عنها وأنزل الله تعالى فى عمار وأبى جهل قوله تعالى (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها) وكان عمار فارسا