وروت عن غدير خم صفاءً |
|
فتراءت لطرفي المطروف |
صورة الكائنات فوجاً بفوج |
|
سابحات في وجهها المكفوف |
من قناديل عسجد زينوها |
|
بصفوف تلوح إثر صفوف |
رسم تعليقها الانيق تبدّى |
|
كسطور منضودة من حروف |
روضة للصدور فيها ورود |
|
بأكف الألحاظ ذات قطوف |
قد أظلت شمساً بغير كسوف |
|
واقلت بدراً بغير خسوف |
وطوت كاظماً ولفت جواداً |
|
فازدهت بالمطويّ والملفوف |
شرَّفت فيهما وما كل ظرف |
|
حاز تشريفه من المظروف |
وغدت للقلبين مثل شغاف |
|
رقّ لطفاً كقلبي المشغوف |
وهي لمّا على السماء انافت |
|
بهما قلت يا سما المجد نوفي |
كلما زرتها اقول لعيني |
|
هذه كعبة الجلال فطوفي |
بحماها كم من اُلوف من الز |
|
وار فازت من المنى بصنوف |
أفأخشى صروف دهري واني |
|
بحماها يخشى الزمان صروفي |
حرم آمن فمن كان فيه |
|
قاطناً كان آمنا من مخوف |
ومطاف به استدارت فطافت |
|
زمرٌ كاستدارة الخذروف |
كم لرشد من حائري هدته |
|
وبرفد كم قد كفت من كوفي |
شنفتها العلياء لما أصاخت |
|
لصرير الاقلام ابهى شنوف |
شمخت عزّة بأنف أشم |
|
مرغم بالتراب شمَّ الانوف |
ارعفت ما رنّ الصباح فاجرت |
|
دمه من يروقها بسيوف |
الفت نفسي الثناء عليها |
|
وهي لا تنثني عن المألوف |