دخل الحسن بن علي بن أبي طالب على معاوية بن أبي سفيان ، فقال : أمّا والله لأجيزنّك بجائزة لم أجزها أحد من قبلك من العرب ، ولا أجيزها بعدك ، قال : فأعطاه أربع مائة ألف ، فأخذها.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أخبرني أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ ، أنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثني أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم القرشي ، نا عمرو بن دحيم ، نا محمّد بن إبراهيم البغدادي ، نا الحسن بن الربيع ، نا إسحاق بن عيسى البلخي الحافظ عن الحسين بن واقد ، عن عبد الله بن بريدة قال :
دخل الحسن والحسين على معاوية فأمر لهما (١) في وقته بمائتي ألف درهم وقال : خذاها وأنا ابن هند ، ما أعطاها أحد قبلي ، ولا يعطيها أحد بعدي ، قال : فأما الحسن فكان رجلا سكينا وأما الحسين فقال : والله ما أعطى أحد قبلك ولا أحد بعدك لرجلين أشرف ولا أفضل منا (٢).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن أبي عبد الله ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللنباني (٣) ، نا ابن أبي الدنيا ، نا يوسف بن موسى ، نا جرير (٤) ، عن المغيرة قال :
أرسل الحسن بن علي ، وابن جعفر إلى معاوية يسألانه المال ، فبعث بمائة ألف أو لكلّ رجل منهما بمائة ألف ، فبلغ ذلك عليا فقال لهما :
ألا تستحيان رجل يطعن في عينه (٥) غدوة وعشية يسألانه المال؟! قالا (٦) : لأنك حرمتنا وجادلنا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن محمّد بن النقور ، وعبد الباقي بن
__________________
(١) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
(٢) البداية والنهاية ٨ / ١٤٦.
(٣) تحرفت بالأصل وبقية النسخ إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.
(٤) من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام ٣ / ١٥٤ ـ ١٥٥ وابن كثير في البداية والنهاية ٨ / ١٤٦ وتاريخ الإسلام (٤١ ـ ٦٠ ص ٣١٥).
(٥) كذا بالأصل والنسخ والبداية والنهاية ، وفي سير الأعلام : عيبه.
(٦) بالأصل وم ، و «ز» ، ود : قال. والمثبت عن المصادر.