(٨)
وأورد أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه ، القرطبي في (العقد الفريد) ج ٢ ص ٤٦ ، خطبة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في حجة الوداع ، وفيها : «أيّها النّاس ، إنما المؤمنون إخوة ، فلا يحل لامرئ مال أخيه ، إلا عن طيب نفسه ، ألا هل بلغت ، فلا ترجعوا بعدي كفارا ، يضرب بعضكم أعناق بعض ، فإنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله ، وأهل بيتي ، ألا هل بلغت .. اللهمّ اشهد».
ونكتفي بهذا القدر هنا ، ومن أراد التفصيل والزيادة فليرجع إلى كتاب (الزهرة العطرة) لحبيبنا وولدنا في الله الباحث المحقق السيد أبو المنذر رضياللهعنه ، وإلى كتاب (ينابيع المودة).
وحسبنا أن نختم بحديث حذيفة بن أسيد الغفاري رضياللهعنه قال : قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «وإني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين ؛ فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا عليّ الحوض». رواه الطبراني وأورده الهيثمي.
(٢) بعض من أخرج الحديث أيضا أو نقله :
أصل حديث العترة والثقلين في صحيح مسلم ، وأكثر طرقه عند كل رواته صحيحة ، وبهذا أخذ الحديث حكم (التواتر) ، فقد ورد عن سبعة من الصحابة من نحو ثلاثين طريقا ، وحسبنا في صحة التواتر لفظ (الكتاب والعترة) الذي هو القدر المشترك بين جميع الأحاديث ؛ فيحصل التواتر العلمي المعروف عند أهل الحديث.