أساسه التجربة ، والمجرّب دائما محكوم بتجربته ، ومعذور أمامها ، وملزم بها ، وخصوصا عند ما يجد سندها قائما في دين الله.
* * *
أمّا خامسا :
فإنّه إذا كان المزور ليس هو المقصود ، أو كان يسمى في الواقع باسم آخر ، غير ما هو مشهور به عند النّاس ، فقد أصبح ما سماه به النّاس علما عليه ، قد يراد به في الأرض ، فيراد به في السماء على مقاصد النّاس ، وإنّما الأعمال بالنيات.
وعلى هذا الحكم يحمل ما يسمونه : (مشاهد الرؤيا) ، إذا صح وجودها وتسميتها ، وإن كان لنا فيها رأي عملي آخر ، فها نحن أولاء نقيم المساجد الحديثة بأسماء السلف الصالح من الرجال والنساء ، وفي أماكن لا علاقة لها بحياتهم على الإطلاق ؛ فإنّما هي (مساجد الذكرى) من جانب ، والتقدير والقدوة من جانب آخر ، ولا حرج إطلاقا علينا إذا زرنا هذه المساجد ، ودعونا الله فيها توسلا بأصحاب أسمائها ودعونا الله تعالى لهم ، ولعل في هذا شرحا لجانب من أسباب تسمية (مساجد الرؤيا) التي سميناها : (المساجد التذكارية) ، والله أعلم.
* * *
أمّا سادسا :
فلو فرضنا أنّه ليس لصاحب المشهد شفاعة ، فإنّ زيارة النّاس له وحسن الظن به ، ودعاؤهم وابتهالهم عنده ، هو نوع من شفاعتهم من