العبادات نعمة منه ، فكيف تقابل نعمته بنعمة ، وقد روي أن هذا الخاطر (١) خطر لداود عليهالسلام ، وكذا لموسى عليهالسلام فقال : «يا رب كيف أشكرك وأنا لا أستطيع
______________________________________________________
(١) قال الغزالي في الإحياء قريب هذه العبارة (١) ، ونقلها الفيض الكاشاني في المحجة البيضاء (٢) ، وهذا دليل على أن هذه الأخبار قد وردت من طرق العامة.
نعم ورد في جامع السعادات قوله : «ويشهد بذلك ما روي أن الله (عزوجل) أوحى إلى موسى عليهالسلام : يا موسى ، اشكرني حق شكري ، فقال : يا رب ، كيف أشكرك حق شكرك وليس من شكر أشكرك به إلا وأنت أنعمت به علي؟ قال : يا موسى ، الآن شكرتني حيث علمت أن ذلك مني ، وكذلك أوحى ذلك إلى داود فقال : يا رب كيف أشكرك وأنا لا أستطيع أن أشكرك إلا بنعمة ثانية من نعمك ، وفي لفظ آخر : وشكري لك نعمة أخرى منك ، ويوجب عليّ الشكر لك ، فقال : إذا عرفت هذا فقد شكرتني ، وفي خبر آخر : إذا عرفت أن النعم مني رضيت عنك بذلك شكرا» (٣).
وقد ورد في أصول الكافي عن أبي عبد الله عليهالسلام : (أوحى الله (عزوجل) إلى موسى عليهالسلام : يا موسى اشكرني حق شكري ، فقال : يا رب فكيف أشكرك حق شكرك وليس من شكر أشكرك به إلا وأنت أنعمت به عليّ ، قال : يا موسى الآن شكرتني حين علمت أن ذلك مني) (٤).
وفي مشكاة الأنوار عن الباقر عليهالسلام : (قال الله (عزوجل) لموسى بن عمران : يا موسى اشكرني حق شكري ، قال : يا رب كيف أشكرك حق شكرك والنعمة منك ، والشكر عليها نعمة منك؟ فقال الله تبارك وتعالى : إذا عرفت أن ذلك منّي فقد شكرتني حق شكري) (٥).
وفي إرشاد القلوب للديلمي : (وأوحى الله إلى داود عليهالسلام : أشكرني حق شكري ، قال : إلهي كيف أشكرك حق شكرك وشكري إياك نعمة منك ، فقال الآن شكرتني حق شكري) (٦) وفيه أيضا (وقال داود عليهالسلام : يا رب وكيف كان آدم يشكرك حق شكرك
__________________
(١) إحياء العلوم للغزالي ج ٤ ص ٨٥ طبع دار المعرفة بيروت لبنان.
(٢) المحجة البيضاء للفيض الكاشاني ج ٧ ص ١٥١ طبع مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرسين.
(٣) جامع السعادات للنراقي ج ٣ ص ٢٤٢ الطبعة الرابعة منشورات دار النعمان.
(٤) أصول الكافي ج ٢ ص ٩٨.
(٥) نقلا عن بحار الأنوار ج ٦٨ ص ٥٥.
(٦) نقلا عن بحار الأنوار ج ١٤ ص ٤٠.