حرفين (١) فصاعدا ، وإن لم يكن كلاما لغة (٢) ولا اصطلاحا (٣) ، وفي حكمه (٤) الحرف الواحد المفيد (٥) كالأمر من الأفعال المعتلة الطرفين ، مثل «ق» من الوقاية ، و «ع» من الوعاية لاشتماله على مقصود الكلام وإن أخطأ بحذف هاء السّكت (٦) وحرف المد (٧) لاشتماله على حرفين فصاعدا.
ويشكل بأن النصوص خالية عن هذا الإطلاق (٨) ، فلا أقلّ من أن يرجع فيه (٩)
______________________________________________________
عليه ، لأن الكلام الوارد في الأخبار محمول على المعنى العرفي وهو صادق على مطلق اللفظ الصادر وهو مطلق الصوت المقطع من جنس الكلام.
الإشكال الثاني : إن الحرف الواحد المفهم للمعنى مثل (ق) من الوقاية هو كلام عرفا بل أيضا بحسب أهل اللغة والعربية ، أما بحسب أهل اللغة فهو الموضوع لحرفين فصاعدا بشرط الوضع فهو كذلك لأن المقدّر فيها بمنزلة الملفوظ ، وأما بحسب أهل العربية فهو المتضمن للإسناد الخبري أو الإنشائي وهو كذلك ، فلا داعي للتردد فيه كما وقع من العلامة في القواعد ، أو الجزم بالبطلان كما وقع منه ومن الشهيد.
الإشكال الثالث : إن حرف المدّ بما هو هو ليس بحرف ولا حركة وإنما هو زيادة في مطّ الحرف والنفس به وعليه فالمد ليس بحرف حتى يكون مع ما قبله موجبا للبطلان ، وإشكالاته الثلاثة متينة جدا.
(١) موضوعين أو مهملين.
(٢) قد عرفت أن الشائع عند أهل اللغة هو أن الكلام ما تركب من حرفين فصاعدا إذا كان لمعنى فيخرج المهمل.
(٣) قد عرفت أن المصطلح عند أهل العربية كالنحاة هو أن الكلام ما اشتمل على الإسناد التام الخبري أو الإنشائي ، وغيره خارج.
(٤) أي حكم ما تركب من حرفين.
(٥) أي المفيد للمعنى وهو الأمر الأول الملحق عندهم بالكلام.
(٦) لأنه يجب إلحاقها بفعل الأمر إذا كان من حرف واحد.
(٧) والمدّ يحصل من إشباع أواخر الكلم ، والمدة إما ألف أو واو أو ياء ، ومقصود الشارح أن حرف المد مع ما قبله حرفان تبطل الصلاة بهما وهذا هو الأمر الثاني الملحق عندهم بالكلام.
(٨) أي إطلاق كون الكلام ما تركب من حرفين فصاعدا ، موضوعين كانا أو مهملين ، فيجب حمل الكلام المبطل على المعنى العرفي وهذا هو الإشكال الأول.
(٩) في الكلام.