إلى الكلام لغة أو اصطلاحا (١) ، وحرف المدّ (٢). وإن طال مدّه بحيث يكون بقدر أحرف (٣). لا يخرج عن كونه حرفا واحدا في نفسه ، فإن المدّ. على ما حققوه. ليس بحرف ولا حركة ، وإنما هو زيادة في مطّ الحرف والنفس به ، وذلك لا يلحقه بالكلام.
والعجب (٤) أنهم جزموا بالحكم الأول مطلقا (٥) ، وتوقفوا في الحرف المفهم من حيث كون المبطل الحرفين فصاعدا ، مع أنه (٦) كلام لغة واصطلاحا (٧).
وفي اشتراط كون الحرفين موضوعين لمعنى وجهان (٨) ، وقطع المصنف بعدم اعتباره. وتظهر الفائدة في الحرفين الحادثين من التنحنح ونحوه (٩) وقطع
______________________________________________________
(١) أي فإن لم يحمل على المعنى العرفي فيجب حمله على المعنى اللغوي أو الاصطلاحي عند أهل العربية ، وأما حمله على ما يخالف الجميع فهو مما لا دليل عليه ، وهذا من تتمة الإشكال الأول.
(٢) هذا هو الإشكال الثالث المتقدم.
(٣) فيقال : مدّ بمقدار خمس ألفات ، ويراد منه التقدير لزمان النطق بالألفات الخمسة لا أن المدّ هو بحقيقته خمس ألفات كما هو واضح.
(٤) شروع في عرض الإشكال الثاني.
(٥) أي جزموا بكون الكلام ما تركب من حرفين موضوعين أو مهملين.
(٦) أي مع أن الحرف المفهم.
(٧) أما لغة فلأنه من حرفين غايته أحدهما مقدر ، وأما اصطلاحا فلأنه مشتمل على الإسناد بين الفعل والفاعل.
(٨) قد عرفت إطباقهم على عدم اشتراط كون الحرفين موضوعين لمعنى ، ولذا قال في الجواهر : «فما عن الروضة من أن في اشتراط كون الحرفين موضوعين لمعنى وجهين ، وقطع المصنف بعدم اعتباره في غير محله قطعا».
(٩) كالأنين والتأوه ، اعلم أن الصلاة لا تبطل بصوت التنحنح ولا بصوت الأنين والتأوه والنفخ وإن كان هذا الصوت مؤلفا من حرفين ، لخروج ذلك عن مسمى الكلام عرفا ويدل عليه مع ذلك موثق عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام (عن الرجل يسمع صوتا بالباب وهو في الصلاة فيتنحنح لتسمع جاريته أو أهله لتأتيه ، فيشير إليها بيده ليعلمها من بالباب ، لتنظر من هو ، فقال عليهالسلام : لا بأس به) (١) ، وخبر إسحاق بن عمار عن ـ
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ٩ ـ من أبواب قواطع الصلاة حديث ٤.