(وليقصد المصلّي) بصيغة الخطاب في تسلميه (الأنبياء والملائكة والأئمة عليهمالسلام والمسلمين من الإنس والجن) (١) بأن يحضرهم بباله ، ويخاطبهم به ، وإلّا
______________________________________________________
(١) ففي خبر عبد الله بن الفضل الهاشمي عن أبي عبد الله عليهالسلام : (والسلام اسم من أسماء الله عزوجل وهو واقع من المصلي على ملكي الله الموكلين) (١) وفي خبر المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليهالسلام (قلت : فلم صار تحليل الصلاة التسليم؟ قال : لأنه تحية الملكين) (٢).
وفي موضع من خبر المفضل المتقدم : (سألت أبا عبد الله عليهالسلام لأي علة يسلّم على اليمين ولا يسلّم على اليسار؟ قال عليهالسلام : لأن الملك الموكّل يكتب الحسنات على اليمين والذي يكتب السيئات على اليسار ، والصلاة حسنات ليس فيها سيئات فلهذا يسلّم على اليمين دون اليسار.
قلت : فلم لا يقال السلام عليك والملك على اليمين واحد ، ولكن يقال السلام عليكم؟ قال عليهالسلام : ليكون قد سلّم عليه وعلى من على اليسار وفضّل صاحب اليمين عليه بالإيماء إليه.
قلت : فلم لا يكون الإيماء في التسليم بالوجه كله ولكن كان بالأنف لمن يصلي وحده ، وبالعين لمن يصلّي بقوم؟
قال عليهالسلام : لأن مقعد الملكين من ابن آدم الشدقين ، فصاحب اليمين على الشدق الأيمن ، وتسليم المصلي عليه ليثبت له صلاته في صحيفته.
قلت فلم يسلّم المأموم ثلاثا؟ قال عليهالسلام : تكون واحدة ردا على الإمام وتكون عليه وعلى ملكيه ، وتكون الثانية على يمينه والملكين الموكلين به ، وتكون الثالثة على من على يساره وملكيه الموكلين به ، ومن لم يكن على يساره أحد لم يسلم على يساره إلا أن تكون يمينه إلى الحائط ويساره إلى من صلى معه خلف الإمام فيسلم على يساره.
قلت : فتسليم الإمام على من يقع؟ قال : على ملكيه والمأمومين ، يقول لملكيه : اكتب سلامة صلاتي ممّا يفسدها ، ويقول لمن خلفه : سلمتم وآمنتم من عذاب الله عزوجل) (٣).
ويستفاد من هذه الأخبار قصد الملكين بالتسليم إلا إذا كان إماما فيقصد المأمومين أيضا ، وإذا كان مأموما فيقصد الإمام أيضا.
__________________
(١ و ٢) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب التسليم حديث ١٣ و ١١.
(٣) الوسائل الباب ـ ٢ ـ من أبواب التسليم حديث ١٥.