وليست الجهة للبعيد محصلة عين الكعبة (١) وإن كان البعد عن الجسم يوجب اتساع جهة محاذاته (٢) ، لأن ذلك لا يقتضي استقبال العين ، إذ لو أخرجت خطوط متوازية من مواقف البعيد المتباعدة المتفقة الجهة (٣) على وجه يزيد على جرم الكعبة لم تتصل الخطوط أجمع بالكعبة ضرورة ، وإلا لخرجت عن كونها متوازية.
وبهذا يظهر الفرق بين العين والجهة ، ويترتّب عليه بطلان صلاة بعض الصفّ المستطيل زيادة من قدر الكعبة لو اعتبر مقابلة العين (٤).
والقول بأن البعيد فرضه الجهة (٥) أصحّ القولين في المسألة ، خلافا للأكثر حيث جعلوا المعتبر للخارج عن الحرم استقباله (٦) ، استنادا إلى روايات ضعيفة.
ثم إن علم البعيد بالجهة بمحراب معصوم أو اعتبار رصديّ (٧) وإلا عوّل على العلامات المنصوبة لمعرفتها نصا (٨) أو استنباطا.
(وعلامة) أهل (العراق ومن في سمتهم) (٩) كبعض أهل خراسان ممن يقاربهم في طول بلدهم (١٠) (جعل المغرب على الأيمن والمشرق على الأيسر) (١١)
______________________________________________________
(١) وهذا غير لازم بل اللازم أن يكون التوجه إلى الجهة موجبا للتوجه إلى الكعبة عرفا.
(٢) أي محاذاة الجسم.
(٣) كصفوف الجماعة التي يزيد طولها على جرم الكعبة.
(٤) فاستقبال الكعبة للبعيد لا يجب أن يكون في محاذاتها بحيث لو خرج منه خط مستقيم لوجب أن يمرّ في جزء من أجزاء الكعبة ، بل استقبالها أن يكون متوجها نحوها عرفا وإن لم يكن بينهما خط مستقيم كما في استقبال الكواكب والأجرام السماوية والأماكن البعيدة.
(٥) بالمعنى المتقدم بحيث يكون استقبال الجهة موجبا لاستقبال الكعبة عرفا فهو راجع إلى استقبال القبلة ولو للبعيد.
(٦) أي استقبال الحرم.
(٧) كما لو علم بزوال الشمس في مكة وهو في بلده في يوم تكون الشمس مسامتة لأهل مكة كما تقدم فتكون جهة الشمس هي جهة الكعبة بالنسبة إليه.
(٨) أي الواردة في الأخبار وسيأتي التعرض لها.
(٩) بحيث يكون سمت قبلتهم متحدا مع سمت قبلة أهل العراق.
(١٠) وكذا بالنسبة لخطوط العرض حتى يتفقان في سمت واحد بالنسبة للتوجه إلى القبلة.
(١١) ولازمه أن يكون قبلتهم نقطة الجنوب ، مع أن الاختيار يقتضي بانحراف قبلة بعض أهل ـ