«لقد اطلعنا على رسالتكم التي أرسلتموها لنا والتي طلبتم فيها خروج الإيرانيين من هذا المكان وتوطينهم في أي مكان آخر بسبب الاضطرابات التي سببوها في كربلاء ، ولو اتخذ العثمانيون التدابير الجيدة في موضوع الاصلاحات لتمّ عقاب المذنبين من الأهالي بطريقة مباشرة ، فالأناسي الموجودون هنا من فرق مختلفة وكلهم من الأراذل مجهولي الأوصاف ولهذا اتحدوا سويّا في فترة قصيرة ، ولو اتخذتم التدابير لإصلاح أمر كربلاء فسيرفعون السلاح ، وإن شاء الله لن يدخل العجم في الحركة التي ستقوم بها الدولة العثمانية ، ولو اتخذت الدولة العثمانية تدبيرا بإخراجهم من المدينة لكونهم مختلفين سيكون هذا الأمر سببا دائما في الحرب والحصار ولو أنني قلت للإيرانيين الموجودين في المدينة «اخرجوا من كربلاء وخذوا كل أموالكم واذهبوا إلى حيث يأمركم الجيش العثماني أو إلى أي مكان آخر في كربلاء سيجوعون ويقعون في فقر دائم خلال تلك الفترة ...» (١)
وكما هو واضح فقد سعت إيران لجعل الإيرانيين الموجودين في كربلاء يلعبون دورا فعالا في تلك الأحداث التي ستحدث كي تحقق مصالحها بدلا من حمايتهم ، وفي تلك الأثناء كان الثوار قد احتلوا مدينة كربلاء بأكملها ، وبنوا الاستحكامات في قلعتها وأغلقوا باب القلعة ، وأعاقوا دخول الجنود العثمانيين إليها.
وبعدما أكمل نجيب باشا الاستعدادات اللازمة أمر بتحرك الجنود العثمانيين لدخول كربلاء في ٢٤ أكتوبر ١٨٤٢ م الموافق ١٩ رمضان ١٢٥٨ ه ، وكانت المهمة الأولى للجنود هي توفير الأمن لأعمال تحويل مياه هندية إلى الحلة ، وقد ذكرنا قبل ذلك أن أهالي هندية جعلوا مياه نهر الفرات التي تسقي سنجق الحلة تتجة إلى هندية بدلا من توجهها إلى
__________________
(١) BOA ,I.MSM ١٣٨١ ,Lef : ٧١.