فيبلغ (١٣٦٠٠) نسمة ، وإذا ما أخرجنا منهم النساء والأطفال سيتضح لنا أن عدد الرجال الذين سينضمون للقتال سيبلغ (٤٥٠٠) شخص على الأكثر ، وإذا ما افترضنا قدوم ألفين او ثلاثة آلاف من العربان لمساعدتهم في الحرب فإن عددهم سيتراوح حينئذ من ستة إلى سبعة آلاف شخص ، واحتمال قتل ستة آلاف شخص من الثوار البالغ عددهم سبعة آلاف على الأكثر احتمال بعيد جدّا ، فعندما شعر الثوار بالهزيمة فرّ معظمهم من الأبواب الخمسة للقصبة ، كما أن الجنود المرسلة من الموصل بعد يومين أو ثلاثة من السيطرة على القلعة لم تصادف هذا الكمّ المزعوم من الجثث ، وحتى لو افترضنا صحة هذا الادعاء بأنه تمّ قتل (٦٠٠٠) شخص فإننا نقول إنهم لم يكونوا من الأهالي الأبرياء بل كانوا من الثوار الذين خرجوا على الدولة وحاربوا القوات العثمانية ، ثم أضاف نجيب باشا قائلا : «ويا ترى ما الأسباب التي استندت إليها فرنسا في قتل الأبرياء عندما دخلت الجزائر؟ ، وما الأسباب التي استندت عليها إنجلترا في قتل الأبرياء عندما دخلت الهند وأفغانستان؟ ويا ترى هل قابل الأهالي في تلك المناطق إنجلترا وفرنسا دون أن يظهروا ضدّهم أي رد فعل؟ ثم أوضح بعد ذلك أن ظهور ردود أفعال وقتلى تجاه التنظيمات التي تمت في المنطقة لمصالح الدولة أمر لا مفرّ منه ، وذكّر بأن إنجلترا وفرنسا تعرضتا لنفس الأوضاع أيضا.
أما الاتهام الثاني : فكان بخصوص نهب أموال وممتلكات الأماكن المقدسة في قصبة كربلاء ، وقد اعترض نجيب باشا على هذا الاتهام وردّ عليه بما يلي :
«إن السلب الذي تتحدثون عنه كان عبارة عن أشياء صغيرة مثل الكليم والألحفة والأرائك وسيوف من قتل من الثوار ، وقد أمر الفريق حمدي باشا بجمع كل تلك الأشياء ثم أمر بنقلها إلى كربلاء مرة أخرى وبالجهود التي قام بها المتسلم رشيد بك ونائبه وزعت تلك الأشياء على