وشهرزور أيضا ، كما صار لهم صلاحية تعيين دفتردار وأغا الإنكشارية الذين كان يتم تعيينهم من قبل استانبول ، ولكن بعد القضاء على حكم المماليك في بغداد وربطها بشكل مباشر بالإدارة المركزية أصبحت ولايات البصرة والموصل وشهرزور تدار في بعض الأحيان كسناجق تابعة لولاية بغداد وأحيانا كولايات منفصلة ، واستقر الوضع في النهاية على بقائها كولايات منفصلة عن بغداد ، هذا بالإضافة إلى القيام ببعض التغيرات الإدارية في السناجق التابعة لبغداد ، وفي العهود الأخيرة تكونت سناجق بغداد من الحلة والديوانية وكربلاء فقط (١).
وبالرغم من أن المماليك سيطروا على السلطة في بغداد إلا أنه كان يتمّ تعيينهم من قبل الدولة وبرغم هذا تمكنوا من تأسيس إدارة مستبدة في بغداد ، فوجدناهم يعينون مشايخ العشائر الكبرى في بعض المواقع الهامة وعلى سبيل المثال فقد أعطوا لشيخ عشائر منتفك مكانا مهمّا مثل البصرة المؤثرة على كربلاء بشكل مباشر ولواء المنتفك ، وكما أعطوا لشيخي عشيرة بني لام والبو محمد لواء العمارة وذلك مقابل بدل سنوي كان هؤلاء المشايخ يدفعونه لهم (٢).
ويحتمل أن يكون قضاء ولاة المماليك على الثورات التي قامت بها العشائر بين الحين والآخر وخوف العشائر منهم سببا في جعلهم أصحاب كلمة نافذة هناك ، ولذا عاش عراق العرب في عهدهم فترة من الأمن والطمأنينة (٣).
بالرغم من تلك السياسة الجيدة التي انتهجها ولاة المماليك في الداخل إلا أنهم لم يستطيعوا تحقيقها في العلاقات الخارجية وخاصة مع
__________________
(١) Baysun, a. g. m., s. ٥٠٢ ـ ٦٠٢; el ـ Bustani, a. g. t., s. ٥.
(٢) Kursun ,a.g.e.,s.٤.
(٣) Cevdet Pasa, Tarih ـ i Cevdet, Istanbul ٩٠٣١, I / ٠٤٣; Sabit, a. g. e., s. ٣٩.