إيران ، ومن ذلك سوء تصرفهم مع الزوار والتجار الإيرانيين الذين أتوا لزيارة ضريح الإمام الحسين عام ١٧٧٥ ـ ١٧٧٦ م ، الأمر الذي أدى إلى توتر جديد في العلاقات بين الدولة العثمانية وإيران ، وتحرك الباب العالي بشكل سريع لتدارك الموقف (١) ، فالحكومة العثمانية كانت تتبع بشكل دقيق المشكلات الواقعة بين القوى المحلية التابعة للدولة العثمانية وإيران ، وتتدخل في حالة حدوث احتكاكات قد تكون سببا في حدوث مصادمات كبرى تؤثر عليها سلبيّا فيما بعد.
إن أهم الأحداث التي وقعت في كربلاء في عهد ولاة المماليك هو مجيء الوهابيين حتى العتبات وهجومهم بشدة على كربلاء.
لقد كانت أفكار محمد بن عبد الوهاب زعيم الوهابيين مخالفة لكثير من أفكار الشيعة والسنة على السواء ، لدرجة أنهم كانوا ينفرون من المذاهب الأخرى بسبب تلك الفروق الموجودة بينهم وبين المذاهب الأخرى ، فقد كان الوهابيون يقولون بأن كل شيء خارج عن الكتاب والسنة بدعة ، ومرتكبها ملحد في نظرهم ، وبطبيعة الحال كانت طقوس وأفكار الشيعة الموجودين في كربلاء والنجف مخالفة تماما لأفكار الوهابيين ، الأمر الذي جعلهم يصدرون عليهم حكما بأنهم مرتدّون وأن أرواحهم وأموالهم حلال ، والواضح أن السبب الرئيسي في هذه العداوة الوهابية للشيعة هو العامل الاقتصادي ، فقد كان الوهابيون ينهبون قوافل الحج القادمة من بغداد إلى نجد ، وكان هذا النهب عبارة عن نشاط له أهداف اقتصادية يتم تحت ستار الدين ، وكان هذا الأمر سببا في ظهور العداوة بين الشيعة والوهابية.
وقد وقع أول هجوم وهابي على سنجق كربلاء عندما حدث صدام بين عشيرة خزائل التي تعيش في نواحي هندية وبين الوهابيين الذين كانوا
__________________
(١) Tarih ـ i Cevdet ,II ,٦٥ ـ ٧٥.