٣ ـ تأمين بسط النفوذ على كل الشيعة الموجودين هناك باستخدام المؤسسات التعليمية والعلماء ، وقد تحقق هذا الهدف بدرجة كبيرة بجعل الشيخ محمد حسن الباقر مرجعا (في أواسط القرن التاسع عشر) (١).
وبالرغم من أن الدولة العثمانية لم تؤسس المدارس في النجف ، إلا أنها لم تمنع العلماء الشيعة من تأسيس المدارس ، وكانت الدولة ترفض هذا إذا كان الطلب مقدما من شاه إيران أو الأمراء الإيرانيين ، ومثال ذلك فعندما طلب صدر الدولة الإيراني من والي بغداد تأسيس مدرسة في كربلاء عام ١٨٤٨ م ، أرسل والي بغداد إلى الباب العالي يسأله في هذا الأمر ، واهتمت نظارة الداخلية بالموضوع ، حيث أوضحت لوالي بغداد أن طلب صدر الدولة الإيراني بفتح مدرسة ليس مطلبا خالصا ، لذا أصدرت تعليماتها برفض الطلب (٢).
واستمرت مساعي إيران لافتتاح المدارس في النجف وكربلاء ، ولكن الطلب في تلك المرة كان من الأمراء الإيرانيين ، وإن لم يكن طلب الأمراء الإيرانيين تأسيس المدارس في النجف وكربلاء من أجل المصالح الإيرانية ، فإنما هو لزيادة النفوذ والتأثير الشيعي في المنطقة ، وقد لوحظ أن تلك الطلبات زادت خاصة بعد توقيع معاهدة أرضروم عام ١٨٤٧ م ، استنادا لبعض الامتيازات الممنوحة للإيرانيين من تلك المعاهدة ، ومن أمثلة ذلك طلب أحد الأمراء الإيرانيين الذين يعيشون في النجف ويدعى سيف الدولة بفتح مدرسة ، فقد تقدم سيف الدولة بطلب لنامق باشا والي بغداد ومشير الجيش الهمايوني للعراق والحجاز في تلك الفترة يطلب فيه تحويل أحد المنازل التي اشتراها من أحد النجفيين ويدعى ميرزا يوسف الهندي إلى مدرسة (٣) ، وعندما رفض نامق باشا هذا المطلب اعترض
__________________
(١) el ـ Bustanl ,a.g.m.,s.٧٧.
(٢) BOA ,I.Hr ١١٢٢ ,Lef : ١ ,٤ L ٤٦٢١.
(٣) BOA ,A.AMD ٥٢ / ٨٣ ,٧٦٢١.