أمرا يمكن للدولة العثمانية أن تنجح فيه أكثر من إيران ، ولتحقيق هذا النفوذ يجب زيارة هؤلاء العلماء ، وإرسال الهدايا للأضرحة المقدسة ، وعدم إهمال العناية بتلك الأضرحة ، وألا يقتصر هذا الأمر على الأضرحة المقدسة الموجودة في الأراضي العثمانية فحسب بل على الأضرحة الموجودة في الأماكن الأخرى أيضا ، وإظهار عناية بضريح الإمام الرضى الموجود بخراسان ، وقد أظهر بعض الأشخاص والجماعات الذين اضطربت مصالحهم في بغداد فسادا ، وأحدثوا اضطرابا بين العلماء ووالي بغداد ، إلا أنه تم القضاء على هذا الاضطراب المفتعل ، وتم التعايش بشكل جيد بين العلماء وإدارة المنطقة (١).
وفي الوقت الذي استخدمت فيه الحكومة العثمانية العلماء بشكل إيجابي ، استخدمت الصحافة لتشويه صورة الإيرانيين في المدارس وبين العلماء ، هذا إلى جانب العطايا المقدمة للمناطق المقدسة والعلماء ، ولهذا بدأ ناظر التلغراف والبريد العثماني مساعي لإيصال الجريدة الصادرة في لندن باللغة الفارسية باسم (القانون) والتي تدعو لمهاجمة الحكومة الإيرانية إلى المدارس والعلماء في النجف وكربلاء (٢).
وقد كان للدولة العثمانية وخاصة سياسة الوحدة الإسلامية للسلطان عبد الحميد الثاني نفوذ بدرجة هامة على العلماء في مدارس النجف وكربلاء ، وقد استخدمت الحكومة العثمانية هذا النفوذ أثناء الحرب العالمية الأولى ، وقد أعلن المجاهدون الجهاد لتأييد ودعم الدولة العثمانية في الحرب التي خاضتها (٣) ، ويمكن أن نعد المدارس التي في النجف كما يلي :
__________________
(١) BOA, Y. PRK. AZJ ٣ / ٧٣, ٦٩٢١; BOA, Ylldiz Hariciye Nezareti Maruzatl) Y. PRK. HR (٧ / ٧٢.
(٢) BOA, Ylldiz Posta ve Telgraf Maruzatl) Y. PRK. PT (٨ / ٤١, ٣١ S ٩٠٣١.
(٣) BOA ,MV ٥٩١ / ٦١ ,٦ M ٣٣٣١.