متجهين إلى النجف والموجودين هناك بهدف التجارة (١) ، ولأن سليمان باشا اعتقد أن الوهابيين سيتخذون هذا الهجوم حجة لهم في خلق توتر ومشكلات في المنطقة قام بتأديب تلك الطوائف التابعة لتلك العشيرة ، أما الوهابيون فقد سعوا بكل ما أوتوا من قوة لاستخدام تلك الحجة ، حتى إنهم طلبوا من الدولة العثمانية أن تمنحهم منطقة الشامية الممتدة من مقاطعة عنة حتى البصرة ، وذلك تعويضا عمّا حدث لهم في النجف (٢) ، وكان هذا الطلب يعبر بشكل واضح عن نية الوهابيين في الهجوم ، وفي النهاية قاموا بالهجوم على ديار عشائر المنتفك الواقعة جنوب العراق عام ١٧٩٩ م ، وفي عام ١٨٠١ م هجموا على قصبات النجف وكبيسة وعنة (٣).
أما أعنف هجوم قام به الوهابيون فقد كان على كربلاء في (٢٠ أبريل ١٨٠١ م) ؛ وذلك لأنهم لم يتمكنوا من شنه على النجف بسبب قوة استحكاماتها ، ففي البداية قام الوهابيون بتخريب مشهد الإمام الحسين الذي كانوا ينظرون إليه على أنه بدعة ، ثم نهبوا كل الأشياء القيمة الموجودة بداخله ، ثم انسحبوا بعد ذلك إلى الدرعية ، بعد ما قتلوا في هذا الهجوم ما يقرب من خمسة آلاف شخص ، وأسروا الكثير من الأهالي (٤).
__________________
(١) Kursun ,a.g.e.,s.٣٣ ـ ٤٣.
(٢) Tarih ـ i Cevdet ,VII ,٦٦١.
(٣) el ـ Bustani ,a.g.t.,s.٧١.
(٤) Kursun ,a.g.e.,s.٤٣ ;Tarih ـ i Cevdet ,VII / ٧٦١.
ذكر القنصل الفرنسي في بغداد المسمى روسو في رحلته معلومات تفصيلية عن الآراء الدينية والحياة الاجتماعية للوهابيين ، ويحكي روسو حدثا مدهشا وقع أثناء هجوم الوهابيين على كربلاء في عام ١٨٠١ م. «كانوا متعطشين إلى سفك الدماء والسلب ولم يرحموا أحدا وذبحوا كل من سقط في أيديهم وبرغم هذا أظهروا الرحمة