أراد شاه إيران الانتقام من الوهابيين بعد هذا الهجوم وهذا التخريب الذي قاموا به (١) ، فعندما وصلت إليه أخبار هذا الهجوم أمر كل رجال الدولة بلبس ملابس الحداد ، وأرسل رسالة إلى سليمان باشا والي بغداد يطلب منه الأخذ بالثأر من الوهابيين جراء ما اقترفوه في كربلاء ، وإن لم يفعل سليمان باشا ذلك فسيذهب الشاه بنفسه لتأديبهم ثم يتجه إلى بغداد ليعاقبه ، ورفض سليمان باشا هذا الاتهام وهذا التحذير الموجه إليه ، وقال : إن الجيش العثماني هو المكلف بحماية الأراضي العثمانية.
اتهم الإيرانيون الدولة العثمانية بأنها لم تتمكن من حماية كربلاء ، واقترحوا على الدولة العثمانية اتحاد القوات العثمانية مع القوات الإيرانية لمنع هجمات الوهابيين ، وحمّلت الدولة العثمانية إيران مسؤولية ما قام به الوهابيون من قتل وسفك ونهب لأنها لم تسمح بإقامة سور حول كربلاء والعمل على تحصينها بشكل جيد ، ورفضت الدولة العثمانية قدوم القوات الإيرانية إلى الأراضي العراقية للانتقام من الوهابيين ؛ لأن هذا لا يتناسب مع سيادة العثمانيين على المنطقة ، وأخبرت إيران بأنها ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لتأديب الوهابيين (٢).
أرسل سليمان باشا والي بغداد العشائر الموجودة في المنطقة
__________________
والتقدير للنساء ، حتى إنه أثناء سلب واحتلال كربلاء سنة ١٨٠١ م كانوا يدخلون المنازل ويفصلون النساء عن الرجال وبعد ذبح الرجال وسلب ونهب ما وجدوه يأمرون النساء بخلع حليهن ، وكانوا ينحون وجوههم في الناحية الأخرى كي لا يروا النساء ، وإذا كان هناك حلي مما خلعتة النسوة يأخذونه ويذهبون» وقد عبر روسو عن دهشته من هذا الأمر قائلا «ولا أعرف كيف تآلف هذا العقل مع تلك الطبيعة الوحشية؟».
Russoau, a. g. e., s. ١٨.
(١) BOA ,HH ٧٩٧٣ ;Tarih ـ i Cevdet ,VII ,٧٦١ ـ ٨٦١.
(٢) el ـ Bustani ,a.g.e.,s.٧١ ,٩١.