لمحاربة الوهابيين وعلى رأسها عشيرة منتفك التي كانت تمد له يد العون دائما حتى لا يضع نفسه وجها لوجه مع الخطر الإيراني إلا أنه لم يحرز أي نجاح (١) ، أما علي باشا الذي تولى الولاية بعد سليمان باشا فكان ضد المطالبة بالإمدادات من إيران بسبب الهجمات الوهابية ، وبالرغم من ذلك لم يتخذ أي إجراء عسكري جادّ ، وبالرغم من أن الوهابيين لم يقوموا بهجوم كبير كهذا على النجف وكربلاء بعد هذا التاريخ (٢) ، إلا أن الدولة لم تتمكن من الحصول على أية نتائج من المباحثات التي قامت بها مع الوهابيين.
إن أهم الولاة الذين تولوا ولاية بغداد بعد إدارة المماليك وكان لهم تأثير على الأحداث في كربلاء هم علي رضا باشا ونجيب باشا ومحمد نامق باشا وكوزلو كلي محمد رشيد باشا وتقي الدين باشا ومدحت باشا ، وقد سعت الدولة العثمانية بواسطة الولاة ذوي الخبرة إلى تثبيت سياسة المركزية في بغداد تلك السياسة التي انتهجتها بفرمان التنظيمات ، إلا أن بعض الولاة كان يعتبر تعيينه واليا على بغداد بمثابة النفي له ، ولعل أهم سبب في ذلك هو اعتقاد بعض الولاة بأن ولاياتهم في بغداد ستكون لفترة محدودة مؤقتة ، وكان هذا الأمر من أهم دواعي عدم استمرار إدارة سياسية ثابتة ، وكانت هذه المشكلة من أهم المشكلات في بغداد ، وفي خلال الفترة الممتدة من عام ١٨٣٠ إلى عام ١٨٨٢ م والتي تبلغ اثنين وخمسين عاما تمّ تعيين واحد وعشرين واليا على بغداد ، وأكثر من يلفت الانتباه من هؤلاء الولاة هو علي رضا باشا ؛ وهذا لشغله لمنصب والي بغداد لست عشرة سنة إذ يعدّ أطول الولاة حكما ، أما الولاة الذين تولوا بعده فتراوحت مدة ولاياتهم بين عام أو عدة أعوام (٣) ،
__________________
(١) BOA ,HH ٣ / ٤٦.
(٢) el ـ Bustani ,a.g.t.,s.١٢.
(٣) لمعرفة أسماء الولاة الذين تم تعيينهم في بغداد من عصر السلطان مراد الرابع حتى