وضعناه في مسرحية البخيل لموليير (١) Molie ? re ، ولم يكن أرباغون ليفعل أفضل من ذلك. قدموا لنا في البداية قائمة حساب بالمصروفات المتفق عليها ؛ أجرة حمل الرسالة للمهندسين الفرنسيين ، ثمن الطرائف التي اشتريناها ، أجرة الرحلة إلى الجبل ، أجرة خدمات متنوعة ... الخ. لم يكن هناك أي اعتراض على ذلك. ثم قدموا لنا بعد ذلك بلطف قائمة حساب إضافية صغيرة لم نكن ننتظرها ؛ وتحتوي على تفصيلات هي غاية في الطرافة : عشرون قرشا للراهب البواب لأنه فتح لنا الأبواب ، عشرون قرشا للراهب الخوري الذي أخذنا لزيارة الكنيسة ، عشرون قرشا للخدم الذين لم يخدمونا لأن معنا خدمنا الخاصين ، عشرون قرشا للخدم الذين رافقونا إلى الجبل ، عشرون قرشا للراهب آمر الصرف لأننا أزعجناه ، عشرون قرشا للضجة التي أحدثناها ، وهذا البند الأخير يذكرني بطريقة البيع الإسبانية ، إذ ندفع كل شيء ، ثم ندفع بعد ذلك للتعويض عما أحدثناه من ضجة.
باختصار ، لقد تحصل لدينا عند جمع العشرينات من القروش مبلغ صحيح تماما. أما الزيادة ، وأعني الهبة التي اعتاد الزوار أن يتركوها للدير عند مغادرتهم ، فقد كانوا يعتمدون في ذلك على مدى كرمنا. لقد كنا على وعي بالعرف ، وكنا ننوي أن نلتزم به حتى إن هبتنا كانت جاهزة من قبل ؛ ولكننا لما اعتبرنا أن الرهبان اليونانيين استولوا عليها مسبقا بأنفسهم فقد رأينا من العدل أن ننقص منها / ٨٢ / بمقدار المبلغ الذي استولوا عليه في قائمة الحساب ، وحددناه بمئة وعشرين قرشا. وقد كان ذلك أيضا مبالغة في الكرم : لأن الأمريكيّين اللذين سبقانا لم يدفعوا أكثر من ذلك مع أنهم مكثوا في الدير زمنا أطول من الزمن الذي قضيناه ، ولم يتعرضوا إلّا لقليل من الاستغلال الذي تعرضنا له.
هنا انفجرت العاصفة ، مئة وعشرون قرشا ، يا إله العدل ، فيك رجاؤنا ،
__________________
(١) موليير (١٦٢٢ ـ ١٦٧٣ م) : كاتب مسرحي وممثل فرنسي. يعدّ أحد أعظم الكوميديين في جميع العصور. والبخيل واحدة من أشهر مسرحياته ، وأرباغون الشخصية الرئيسية فيها.