الفصل السابع
لوحة نابضة بالحياة
المكان للمكين ، لذلك أبدأ بالحاكم. كان الباب العالي العثماني يرسل فيما مضى إلى المدينتين المقدستين ، وجدة باشا يحمل ثلاثة ذيول (١) احتراما
__________________
(١) يستخدم الذيل أو الطوخ للدلالة على الرتبة عند العثمانيين ، والطوخ علامة على الخانية ، وكان عبارة عن عمود يعلق به ذيل ثور ، وقد استبدل الترك ذيل الحصان بذيل الثور. والطوخ أو الذيل عند العثمانيين مزراق رأسه كرة مذهبة ، وقد علق تحت الكرة خصلة من ذيل حصان مصبوغة باللون الأحمر. وكان لرجالات الدولة العثمانية أطواخ أو ذيول بحسب منازلهم ، فللسلطان سبعة أطواخ أو ستة ، وللوزير الأعظم خمسة أطواخ (ذيول) أو ثلاثة ، وللوزير ثلاثة أطواخ (ذيول) ، وللوالي طوخان (ذيلان). ولم يكن يترتب على العزل من المناصب سحب الذيول (الأطواخ) إلا إذا كان العزل بجرم ، وكانت الأطواخ السلطانية وأطواخ رجالات الدولة تسبق الجيش عند الغزو. انظر : أحمد السعيد سليمان : تأصيل ما ورد في تاريخ الجبرتي من الدخيل. القاهرة ، دار المعارف ، د. ت. ص ١٤٦ ـ ١٤٨. (عن حاشية ترجمة رحلات بوركهارت ... ، موثق سابقا ، ص ٥١ ، الحاشية (٢)). ويشير ديدييه بعد بوركهارت إلى أن والي جدة كان يحمل ثلاثة ذيول تعني أنه كان لا يقل عن رتبة وزير ، مما يدل على أهمية جدة بالنسبة إلى الدولة العثمانية ، انظر : رحلات بوركهارت ... ، موثق سابقا ، ص ٥١. وذكر في معجم المصطلحات ... ، موثق سابقا ، ص ٣١٠ ، أن كلمة «طوخ» كلمة صينية دخلت التركية بمعنى راية من نوع خاص ... ووردت في بعض المراجع بلفظ : توخ ، أو طوغ. وذكر د. صابان ، ـ