الأخير إلى ديدييه إلّا في حاشية علمنا منها اسم الإنكليزي الذي كان يرافق ديدييه ، ولم يذكر اسمه أبدا ، ولكنه تحدث عنه فقال (١) : «... يتحدث العربية ، ويكتبها عند الحاجة ، وكان يتجول منذ عدة سنين في الشرق ...» ثم أعاد الحديث عنه باستفاضة في الفصل الذي خصصه للطائف ، لأنه كان منزعجا من تصرفاته واستعلائه (٢).
٣ ـ أهمية الرحلة ومصادرها :
وصف ديدييه في كتابه مسار الرحلة من القاهرة إلى السويس ، وجبل سيناء ، ودير سانت كاترين ، ومدينة الطور ، ثم تحدث عن البحر الأحمر ، وينبع ، وجدة ، والطائف التي قابل فيها شريف مكة المكرمة عبد المطلب بن غالب ، ثم وصف طريق جدة ـ الطائف ، والطائف ـ جدة ، لأنه عاد من طريق أخرى تختلف عن طريق الذهاب ، وتحدث عن مغادرته جدة إلى سواكن عبر البحر الأحمر ، وتضمنت الرحلة فصلا عن الأشراف والوهابيين تحدث فيه عن الأشراف وتاريخهم وعلاقاتهم بالدعوة الوهابية ، وأنحى باللائمة على الشريف غالب ، الذي أسهم في رأيه بانتصار محمد علي باشا على الدولة السعودية الأولى التي كانت ، كما يقول ديدييه ، وحدها قادرة على الوقوف في وجه السيطرة التركية. وتتضمن الرحلة فصلا آخر ، سماه «لوحة نابضة بالحياة»
__________________
ـ نشرت قطعا من رحلة بيرتون ، ويدلي بشهادته حول مطابقة ما في الرحلة للواقع. وقد حمل ديدييه رسالة من بيرتون إلى القنصل البريطاني في جدة السيد كول M.Cole ، انظر النص الأصلي لرحلة ديدييه (ص / ١٤٤ /).
(١) وعلمنا من حاشية بيرتون في كتابه : قصة رحلة شخصية للحج إلى مكة والمدينة ، (النص الإنكليزي) ، مج ١ ، ص ٧٨ ـ ١٧٩ ، ط ١٩٦٤ ، الحاشية (٤) أن اسم الإنكليزي مرافق ديدييه هو القس هاملتون Abbe ? Hamilton ، وأنهما دفعا ١٠٠٠ قرش ما يعادل (١٠ جنيهات إسترلينية) أجرة السنبوك من السويس إلى جدة ، ويقول بيرتون : إنهما من علية القوم وإنه رافقهما من القاهرة إلى السويس ، انظر رحلة ديدييه ، ص / ٣٢ ـ ٣٣ /.
(٢) انظر النص الأصلي لرحلة ديدييه ص / ٢٦٢ ـ ٢٦٣ /.