الكلمة الأولى
لم يعد من المشكوك فيه أن الرحلات تعدّ مصدرا من المصادر التاريخية ؛ وإن كان هناك تفاوت في مدى صحة المعلومات التي يوردها الرحالون ، وتأثرها بالمهمات الموكلة إليهم ، أو بالاتجاه السياسي والرؤية الإيديولوجية للكاتب ، إذا صح كل ذلك ، فإن معرفة هذه المعلومات ، ودراستها ، يظل من الأعمال العلمية المهمة التي ينبغي على المؤسسات الثقافية والجامعات ، وكل الجهات التي تهتم بتاريخ بلد ما أن تنشرها وتيسرها للباحثين.
لقد شهدت المملكة العربية السعودية عبر رجال الثقافة وروادها فيها اهتماما بهذا الجانب ، أرهصت له ندوات وإصدارات ، اهتمت بالوثائق الأجنبية والرحلات ؛ للإطلاع على رؤية الآخر لتاريخ الجزيرة العربية عموما ، والمملكة العربية السعودية بأطوار نشوئها الثلاثة ، خصوصا الدولة السعودية الأولى ، والثانية ، ثم توحيد المملكة على يد المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود.
إن متتبع التأريخ للدولتين السعوديتين ، وللمملكة يلاحظ أن الباحثين صرفوا جهودهم إلى معالجة الوثائق البريطانية ، والرحلات التي كتبت بالإنكليزية ، سواء كان كتّابها بريطانيين أم لا. ولم تلق الوثائق الفرنسية ، والرحلات الفرنسية ، والأبحاث الجغرافية الفرنسية عن الجزيرة العربية