عموما ، وعن التاريخ السعودي بأطواره المختلفة خصوصا ، اهتمام الباحثين ، وربما كان الحاجز اللغوي هو السبب ، مع أن تاريخ الوجود الفرنسي في المنطقة ، مترافق مع الوجود البريطاني الذي يمكن القول : إنه في جانبه الرسمي ، ركز على الجوانب السياسية بداية ، والاقتصادية لاحقا. أما الوجود الفرنسي فقد كان عسكريا واجتماعيا وثقافيا. نقول هذا اعتمادا على الوثائق الفرنسية التي نشرت ضمن موسوعة «الملك عبد العزيز آل سعود ، سيرته وفترة حكمه في الوثائق الأجنبية» (١).
وقد تنبه الباحثون السعوديون إلى ذلك ، فوجدنا الدكتور محمد بن عبد الله آل زلفة يقول : «... وعالم البحث في دور المخطوطات الفرنسية ، وكذلك في أرشيف البحرية عمّا فيها من وثائق تتعلق بأحداث قيام الدولة السعودية الأولى ، وتوسع نفوذ تلك الدولة الذي شمل معظم أنحاء الجزيرة العربية ، وما تلا ذلك من اهتمام الباحثين الفرنسيين بأحوال الجزيرة العربية حتى بعد سقوط الدولة السعودية الأولى التي أسهم الخبراء الفرنسيون العسكريون خاصة في إسقاطها أثناء عملهم في خدمة محمد علي باشا ، ومشاركتهم في كثير من حملاته العسكرية ، بدءا بحملة إبراهيم باشا على الدرعية عام ١٢٣٣ ه / ١٨١٨ م ، ودور هؤلاء الخبراء في رسم الخرائط لطرق الحملة ، وتحديد المواقع على تلك الخرائط ، وكتابة تقارير مطولة عن أحوال البلاد الاقتصادية والسكانية وغيرها. فكانت تقاريرهم المادة الأولية التي استقى منها من تفرغ من الفرنسيين لكتابة تاريخ وجغرافية مصر في عهد محمد علي باشا ، وما امتد إليه من نفوذ من بلدان خارج مصر مثل المؤرخ فيلكس مانجان F.Mengin ، وإدوارد جوان Edward Jouen ، والجغرافي جومارد.Jomard M. وكذلك لم تخل حملة من حملات محمد علي العسكرية على
__________________
(١) أصدرتها دار الدائرة في عشرين مجلدا ، ثمانية للوثائق البريطانية ، وسبعة للوثائق الأميركية ، وخمسة للوثائق الفرنسية ، ١٤٢٠ ـ ١٤٢١ ه / ١٩٩٩ ـ ٢٠٠٠ م. انظر : مجلة : عالم الكتب السعودية ، العددين الخامس والسادس ، المجلد العشرين ، ١٤٢٠ ه / ١٩٩٩ م.