رحلة إلى رحاب الشريف الأكبر شريف مكة المكرّمة

البحث

البحث في رحلة إلى رحاب الشريف الأكبر شريف مكة المكرّمة

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

رحلة إلى رحاب الشريف الأكبر شريف مكة المكرّمة

رحلة إلى رحاب الشريف الأكبر شريف مكة المكرّمة

رحلة إلى رحاب الشريف الأكبر شريف مكة المكرّمة

تحمیل

شارك

سيئة ، وقد كان أكثر كرما من اليوناني : إذ على الرغم من أنه كان فقيرا حتى إنه لا يستطيع تقديم القهوة كما تقتضي عادات الضيافة ، إلّا أنه أجبرني على استخدام شيشته الخاصة لأنه لا يملك أخرى ، وقد فرش لي على المقعد الحجري الذي كان يتخذه مقعدا ، أجمل سجادة يملكها. إن في الطور مسجدا يقع في موقع جذاب على شاطىء البحر ، وفيها أيضا كنيسة إغريقية وسخة ومظلمة ، بيد أنني وجدت فيها عددا من الكتب واللوحات الغريبة ، واستقبلني فيها راهب عجوز يضع نظارتين. أما من الناحية الروحية فإن المدينة ، إن كان هناك مدينة ، تابعة لرئيس الأساقفة الإغريقي لجبل سيناء ، وسياسيا لباشا مصر الذي تمتد سلطته حتى هذا المكان. ونشاهد فيها أيضا بقايا سور كان يحيط بالمكان ، وبقايا حصن صغير / ٣٩ / أنشأه السلطان سليم الأول (١) ، الذي حصّن كل المواقع المتقدمة في إمبراطوريته. لقد بني الحائط والحصن ، وكذلك بيوت المدينة من الحجارة المزينة بالأصداف التي تكثر على شواطىء البحر الأحمر. إن أفضل ما في الطور ماؤها : وإن المراكب التي تمر في هذه المنطقة لا تعدم التزود بالماء وتخزينه ؛ مما يمنح ميناء الطور (٢) بعض الحيوية والحركة. يحيط بالمدينة سهل رملي ، لا نجد فيه من النبات إلّا طاقات متفرقة من نبات قصير ومعمّر يكثر في كل الصحاري ، وله ثمر صغير أحمر له طعم لذيذ. وتغمر مياه المد القسم الأدنى من السهل ، ويترك المد بعد انحساره في ذلك القسم ملحا ، ويمتد ذلك السهل من جهة الشرق حتى يتصل بسلسلة طويلة من الجبال لها هيئة سوداء قاتمة ، وتشكل قمة سربال الجبلية نقطة الذروة فيها ، وتبعد بعض الأميال عن المدينة صعودا نحو الشمال غيضة أشجار

__________________

(١) انظر : تاريخ سيناء ... ، موثق سابقا ، ص ١٣٨ ، وسليم الأول (١٤٧٠ ـ ١٥٢٠ م) سلطان عثماني من (١٥١٢ ـ ١٥٢٠) فتح فارس ، وسوريا ، ومصر ، ويعد أول الخلفاء العثمانيين (عام ١٥١٧ م).

(٢) جاء في كتاب : تاريخ سيناء ... ، موثق سابقا ، ص ١٣٣ : «... ولهذه المدينة ميناء حسن له جرف مرجاني يمتد عشرات الأمتار تحت الماء حتى إنه يمكن للسفن البخارية الاقتراب من البر بسببه. وهو ضيق جدا لا يسع إلا للسفن الصغيرة ...».