يصدق على أكثر المعجزات كالقرآن وانشقاق القمر وغيرهما ، بل إنّما يصدق على ثبوتها كما يرد على التّعريف الأوّل أنّه صادق على ثبوت مثل القرآن والانشقاق وخلقهما أيضا مع أنّ المعجزة إنّما يطلق على نفسهما. اللهم إلّا أن يتكلّف فى التّعريف ، أو فى الإطلاق فاعرف ذلك هذا كلام وقع فى البين ، فلنرجع إلى بيان المقصود فنقول : العمدة فى الاستدلال على ذلك المطلب أنّ النّبيّ (ص) أظهر المعجزة كالقرآن هو اسم للنّظم الحادث المنقول إلينا بين دفّتى المصاحف تواترا ، فإنّ ظهوره على يده وو أعجازه كلاهما معلومان قطعا على ما سيأتى تفصيله ، وقد نطق به كثير من الآيات كقوله : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) وقوله تعالى : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ ، لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) إلى غير ذلك ، وانشقاق القمر بإشارته العالية على ما روى عن جمع كثير وجمّ غفير انّه انشقّ القمر شقين متباعدين بحيث كان الجبل بينهما ، وقد نطق به القرآن كقوله : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) وكان فى مقام التّحدّى فيكون معجزة ، على أنّ جميع الحكماء حتّى السّحرة اتّفقوا على أنّ السّحر لا تأثير له فى شيء من السّماويات ونبوع الماء أى فورانه من بين أصابعه الشّريفة على ما روى فى صورة متعدّدة.
منها ما روى أنّه أتى النّبيّ (ص) بقدح زجاج وفيه ماء قليل وهو بقباء فوضع يده فيه فلم يدخل فأدخل أصابعه الأربع ولم يستطع إدخال الإبهام ، وقال للنّاس : هلموا إلى الشّراب قال الرّاوى : فلقد رأيت الماء وهو ينبع من بين أصابعه ولم يزل النّاس يردون حتى رووا ، وروى أنّ عدد الواردين كان ما بين السّبعين الى الثّمانين ، ولا يخفى أنّ هذا أعجب وأعظم من انفجار العين لموسى (ع) بضربته العصا عليه وإشباع الخلق الكثير من الطّعام اليسير هذا أيضا مروىّ فى صور متعدّدة. منها ما روى انّه لما نزل قوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قال سيد المرسلين لامير المؤمنين (ع) : سوّ فخذ شاة فجئنى بعرّ أى قصعة من لبن وادع لى