وقد رتّبت هذا الباب ، الواو إمّا للعطف على ما يتضمّنه الكلام السّابق أى فالحقت الباب الحادى عشر لمختصر المصباح وقد رتّبته على سبعة فصول. وإمّا للحاليّة الاستيناف.
والتّرتيب فى اللغة جعل كل شيء فى مرتبته ، وفى الاصطلاح جعل الأشياء المتعدّدة بحيث يطلق عليها اسم الواحد ، ويكون لبعضها نسبة إلى بعض بالتقديم والتأخير.
والمتبادر هو المعنى الاصطلاحى ، لكن لاشتمال المعنى اللّغوى على المدح يستدعى حمل الترتيب عليه. وعلى التقديرين لا بدّ من اعتبار تضمين أو تقدير فى الكلام حتى يصحّ التعدية ب على كما هو مشهور بين المحصّلين. وحمل الترتيب على معنى آخر غير مشهور كالتفريع وان كان مصحّحا للتعدية بها لكنه لا يخلو عن بعد كما لا يخفى.
واسم الاشارة إشارة الى المرتّب الحاضر فى الذّهن على التحقيق سواء كان الباب عبارة عن الألفاظ المخصوصة الدّالّة على المعانى المخصوصة على ما هو المختار من المعانى المشهور. فى اسماء الكتب واجزائها ، أو غيرها. وذلك للتنبيه على كمال وضوح ذلك المرتّب حتى كانّه محسوس مبصر. وصيغة المضىّ محمولة على ظاهرها ان اريد التّرتيب الذّهنى ، وعلى التجوّز إن اريد التّرتيب الخارجى ، اللهم الا ان تكون الدّيباجة إلحاقيّة.
ثمّ وجه التّرتيب على الفصول السّبعة انّ الأولى تقديم إثبات الذّات على إثبات الصّفات والأفعال ، وتقديم الصّفات على الأفعال ، وتقديم الصّفات الثّبوتيّة على السّلبيّة ، وتقديم الأفعال العامّة الثابتة فى النشأتين اعنى أحكام العدل على الخاصّة بإحداهما أعنى أحكام النبوّة والإمامة والمعاد ، وتقديم الاوّلين على الثّالثة ، وتقديم الأولى على الثانية ، كلّ ذلك للتقدّم بالذّات أو بالشّرف او بالزّمان ، كما لا يخفى على من تأمّل وألقى السّمع وهو شهيد.