زوجته لتصبح جافة شحيحة ، ثم عادت إلى ما كانت عليه ؛ لكنه أكثر من الوصف الخارجي هذه المرة دون التعليق العلمي على مشاهداته.
يبلغ عدد الرسائل التي كتبها أربعا وخمسين رسالة كتب الأولى في ٢٣ آب ١٦١٤ من اسطنبول ، والأخيرة من روما بتاريخ ١ آب ١٦٢٦.
إضافة إلى هذه الرسائل المحفوظة ضمن كتاب الرحلة فإن ديللافاليه كان يراسل أشخاصا آخرين يناقشهم فيها في مختلف الأمور حسب اختصاصهم. فيكتب إلى أحدهم يسأله عن التوابل والعقاقير وأنواعها وفوائدها ، وإلى آخر يناقشه في معاني بعض الكلمات والتعابير العربية. وله إلى جانب رسائله دفتر يوميات ذكره أكثر من مرة وقال عنه إنه أغزر مادة من رسائله لأنه أودع فيه معلومات كان يخشى أن يذكرها في الرسائل خوفا من وقوعها بيد الأتراك لكن هذا الدفتر فقد مع الأسف.
وكان قد اصطحب معه رساما فلمنكيا رسم لوحات عديدة نوه ببعضها في رسائله ، منها : صورة الرحالة وصورة الست معاني بزيها البغدادي ولوحة لطاق كسرى ، وأخرى لآثار بابل. وقد ضاعت معظم هذه اللوحات.
وكما كان ديللافاليه من أوائل الذين دخلوا إلى الأهرام وحمل معه إلى روما أثارا مصرية ومومياء فرعونية ، فهو كذلك من أوائل الرحالة الأوروبيين الذين زاروا بابل والآثار العراقية وذكروا الكتابات المسمارية وحملوا أجرا ورقما من بلاد ما بين النهرين إلى أوروبا.
اقتنى صاحبنا خلال رحلاته مخطوطات عديدة عربية وسريانية وقبطية وتركية وفارسية ذكر بعضها في سياق كلامه. وقد آلت هذه المخطوطات بعد وفاته إلى خزانة الفاتيكان.
وفي طريق عودته من الهند إلى بلاده مر بالبصرة ومنها رحل إلى حلب عبر البادية ، وكانت سفرة شاقة في فصل الصيف اللاهب استغرقت سبعين يوما. ومن حلب إلى الاسكندرية ، ثم أبحر إلى نابولي لينطلق إلى روما فوصلها في ٢٨ آذار ١٦٢٦ بعد غياب طويل واهتم أولا بإيداع رفات زوجته في لحد الأسرة ، ثم أقام نصبا تذكاريّا خاصّا بها ، ولا أثر لهذا النصب حاليّا. وبعد